قبل أيام من توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع، يتصدر المرشح الديموقراطي زهران ممداني السباق إلى رئاسة بلدية نيويورك، وفق أحدث استطلاعات الرأي التي منحته 43 في المائة من نوايا التصويت، متقدماً على الحاكم السابق أندرو كومو، المرشح المستقل، ومرشح الحزب الجمهوري كورتس سليوا. ويخوض ممداني، وهو أميركي مسلم من أصول هندية يمثل منطقة كوينز في المجلس التشريعي لولاية نيويورك، حملة انتخابية مثيرة جذبت اهتماماً واسعاً داخل الولايات المتحدة وخارجها، وسط هجمات من خصومه السياسيين، بينهم الرئيس دونالد ترامب الذي وصفه بـ”الشيوعي”.
وتتركز الحملة الانتخابية على قضايا اقتصادية واجتماعية أساسية مثل تكلفة المعيشة والجريمة وسياسات الضرائب، في وقت يسعى فيه ممداني إلى تقديم نفسه كوجه تقدمي يمثل جيلاً جديداً من القيادات اليسارية. وقد حشدت حملته دعماً شعبياً واسعاً من فئة الشباب، حيث قالت حملته إن نحو 90 ألف متطوع شاركوا في الترويج لبرنامجه الذي يدعو إلى “مدينة أكثر عدلاً وشمولاً”. واعتبر مراقبون أن صعود ممداني يعكس التحول داخل الحزب الديموقراطي نحو تيارات أكثر يسارية، مشيرين إلى أن ترشحه كأول مسلم بارز لمنصب عمدة نيويورك يحمل دلالة رمزية كبيرة.
وفي المقابل، يسعى منافساه الرئيسيان إلى استمالة قواعد انتخابية مختلفة؛ إذ يركز أندرو كومو على الناخبين المعتدلين وكبار السن، بينما يراهن سليوا على الخطاب الأمني المحافظ. ومع اقتراب موعد الاقتراع، احتدمت الحملات بين المرشحين الثلاثة في ظل مشاركة قياسية في التصويت المبكر تجاوزت 360 ألف ناخب. ويُنظر إلى الانتخابات المقبلة على أنها لحظة فارقة في تاريخ المدينة، يمكن أن تمنحها أول عمدة مسلم في تاريخها، وتجسد تحوّلاً سياسياً واجتماعياً يعيد رسم ملامح المشهد الحضري في أكبر مدن الولايات المتحدة.
