الأمراض العصبية: عبء صامت يتفاقم والمغرب مدعو للتحرك قبل فوات الأوان

تزداد الأمراض العصبية انتشارا في المغرب بوتيرة مقلقة، مدفوعة بضغوط الحياة اليومية، وتزايد معدلات الشيخوخة، وأنماط العيش الحديثة. ويؤكد الطبيب والباحث في منظومة الصحة الدكتور الطيب حمضي أن هذه الاضطرابات، التي كثيرا ما تُستهان بخطورتها، تتطلب فهما أعمق وجهدا وطنيا منسقا لتعزيز الوقاية وتحسين التكفل بالمصابين.

تعدّ الأمراض العصبية اليوم من أبرز التحديات الصحية في العالم، إذ تقلب حياة المرضى رأسا على عقب وتثقل كاهل الأسر والمنظومات الصحية على حد سواء. فمن الصداع المزمن وفقدان الذاكرة إلى الصرع والسكتات الدماغية، تتخفى وراء هذه الأعراض ظواهر مرضية مقلقة تتوسع بصمت.

ووفق تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية حول الوضع العصبي في العالم، فإن أكثر من ثلاثة مليارات شخص، أي ما يفوق 40% من سكان الأرض، يعانون شكلا من أشكال الاضطرابات العصبية، التي تتسبب في نحو 11 مليون وفاة سنويا. وتشمل الأسباب الأكثر فتكا السكتات الدماغية ومرض ألزهايمر والصداع النصفي والاعتلال العصبي الناتج عن السكري والتهاب السحايا والصرع وسرطانات الجهاز العصبي. وهي أمراض يمكن الحد منها لو توفرت سياسات وقائية فعالة وموارد كافية.

ورغم جسامة هذه الأرقام، فإن أقل من ثلث الدول وضعت استراتيجيات وطنية لمواجهتها، مع تفاوت صارخ بين البلدان الغنية والفقيرة التي تعاني نقصا حادا في عدد الأطباء المختصين بالأمراض العصبية. وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى تحرك عالمي عاجل يرتكز على الوقاية والبحث العلمي وبناء القدرات البشرية، حتى تصبح صحة الدماغ أولوية حقيقية في السياسات الصحية العالمية، وفي المغرب بشكل خاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

الطرق السيارة بالمغرب تضع بنيتين جديدتين في الخدمة بالدار البيضاء لتحسين حركة المرور

المنشور التالي

مراكش تستعد لاستقبال شرطة العالم في أجواء أمنية استثنائية

المقالات ذات الصلة