بعدما حذر أطباء و أخصائيون من أضرار السجائر الإلكترونية على صحة الشباب و المراهقين المغاربة خصوصا في المدارس و الكليات، وجه خبراء صحيون و فاعلون بيئيون دعوة لحظر هذا النوع من السجائر بشكل عام بالمغرب معتبرين أنها تحتوي على مواد خطيرة و سامة تهدد المجال البيئي.
وكانت كل من فرنسا و بلجيكا و المملكة المتحدة قد أقدمت على حظر بيع السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد وفرض إجراءات صارمة يمكن أن تصل إلى عقوبة السجن لسنتين، لمن ينتهك الحظر.
وفي هذا الصدد صرح مصطفى بنرامل رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التننمية والمناخ لموقع THE PRESS, أن السجائر الإلكترونية تعتبر تهديدا بيئيا متزايدًا بالرغم من الجدل القائم حول آثارها على صحة الإنسان، فهذه الأجهزة قد تبدو نظيفة مقارنةً بالسجائر الإلكترونية إلا أنها تخلف سلسلة من الأضرار البيئية الخطيرة التي لا ينبغي أن نتجاوزها.
وأضاف بنرامل:”أن السجائر الإلكترونية تحتوي على مكونات إلكترونية دقيقة مثل البطاريات القابلة لإعادة الشحن، و الدوائر وعناصر التسخين، عند تلف أو انتهاء عمرها، ترمى غالبا في النفايات دون مراعاة المعايير البيئية، مما يجعلها تصنف ضمن النفايات الإلكترونية وهي من الأسرع نموا عالميا”.
وحذر الخبير البيئي من خطورة بطارية السجائر الإلكترونية لاحتوائها معادن ثقيلة مثل الليثيوم، الكوبالت، والنيكل، وهي مواد سامة قد تتسرب إلى التربة والمياه الجوفية عند التخلص منها بطرق غير آمنة، مما يهدد البيئة وصحة الإنسان لأن هذه البطاريات قابلة للاشتعال مايزيد خطر الحرائق و الانفجارات في مراكز النفايات.
وعلى مستوى التأثير على الحياة البرية، أكد مصطفى أن دراسات عدة أكدت ابتلاع الحيوانات لقطع من مخلفات السجائر الإلكترونية مثل الكبسولات والبلاستيك، ما يسبب انسداد الجهاز الهضمي أو التسمم. وأضاف أن هذه النفايات تنتشر في البيئة وتصل إلى البحار، مما يهدد الكائنات البرية والبحرية، خاصة مع احتوائها أحيانًا على بقايا نيكوتين أو سوائل سامة، مما يشكل خطرًا متزايدًا على التنوع البيولوجي.
