الدار البيضاء تودع فوضى الأسواق: تنظيم شامل ونقل البيع بالجملة خارج المدينة

كشفت نبيلة ارميلي، عمدة مدينة الدار البيضاء، عن مشروع طموح يعكف عليه مجلس المدينة، يهدف إلى إعادة تهيئة عدد من الأسواق الكبرى والعشوائية التي تتسبب في اختناق مروري واكتظاظ مزمن وسط العاصمة الاقتصادية. ويأتي هذا التوجه في إطار مشروع “النجاعة الطاقية”، الذي يسعى إلى تحسين شروط العيش الحضري وتنظيم النشاط التجاري بما يحفظ هوية المدينة ويرتقي بجودة خدماتها.

و حسب مصادر إعلامية, أوضحت العمدة في مقابلة إذاعية لها, أن الأسواق الجديدة الجاري بناؤها لا تقام على أراض جماعية، بل على أراض تابعة لتعاونيات خاصة، في محاولة لاستيعاب التجار المتضررين وتنظيم الحركة الاقتصادية, كما أكدت أن المشروع لا يسعى فقط إلى محاربة الفوضى، بل إلى تحسين ظروف البيع والتسوق، عبر توفير فضاءات منظمة وعصرية تحترم النسيج التجاري التقليدي، وتستجيب لحاجيات المواطنين في التزود بمنتجات بأسعار مناسبة.

وفي تحول لافت، أعلنت ارميلي عن تخصيص محلات درب عمر، أحد أعرق أسواق الجملة في المغرب، لعرض المنتوجات فقط (Showroom)، في حين سيتم ترحيل نشاط البيع بالجملة إلى خارج المدينة، ضمن مشروع “كازا لوجيك” الذي سيقام في منطقة سيدي عثمان. وسيتضمن المشروع مرافق متكاملة مثل سوق السمك، المجازر البيطرية، ومرآبا ضخما للشاحنات، ما يفتح الباب أمام تقليص الازدحام وسط المدينة وتحسين سلاسة التزود بالسلع.

وأكدت العمدة في ختام تصريحاتها أن المجلس يعتزم تأهيل العقارات التي ستفرغ من الأنشطة العشوائية وإعادة استثمارها وفق رؤية تنموية تحترم هوية المدينة وتحقق الاستدامة. وتشكل هذه الخطوة تحولا في السياسة الحضرية لمدينة الدار البيضاء، التي ظلت لسنوات تعاني من تغوّل الأسواق غير المنظمة واختناق بنيتها التحتية، في ظل غياب حلول جذرية وفعالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

صادرات الخضر والفواكه المغربية إلى إسبانيا ترتفع بـ23% في بداية 2025

المنشور التالي

ترامب يحذر ماسك من “عواقب وخيمة” بسبب موقفه من قانون الميزانية

المقالات ذات الصلة