دخل الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي صباح يومه الثلاثاء 21 أكتوبر 2025, إلى سجن “لاسانتيه” في العاصمة باريس، لبدء تنفيذ عقوبة سجنه لخمس سنوات بعد إدانته بتهمة التآمر الجنائي. ورغم تقديم فريق دفاعه استئنافا ضد الحكم، فإن محكمة البداية قررت إرفاق العقوبة بإجراء فوري يقضي بحبسه، مبررة ذلك بما وصفته بـ”الخطورة الاستثنائية” للجريمة بالنظر إلى موقعه السابق على رأس الدولة.
ووصل ساركوزي إلى السجن الواقع في الدائرة الرابعة عشرة من باريس حوالي التاسعة والنصف صباحا، حيث أدخل مباشرة إلى جناح الحبس الانفرادي الذي يضم عادة كبار تجار المخدرات وعددا من المدانين في قضايا إرهاب. وقد اختير هذا الجناح خصيصا لضمان سلامته الجسدية ومنع احتكاكه بباقي النزلاء، في إجراء احترازي غير مسبوق بحق رئيس فرنسي سابق.
وتشير المعلومات إلى أن الزنزانة التي سيقضي فيها ساركوزي محكوميته لا تتجاوز مساحتها 11 مترا مربعا، وتضم تجهيزات بسيطة تشمل سريرا ضيقا وطاولة وكرسيا وجهاز تلفزيون صغيرا وموقدا للطهو. كما خصصت له ساعة واحدة يوميا في فناء داخلي محاط بسياج، على أن يخضع لمراقبة مشددة خلال كل عملية خروج أو دخول.
وسيحرم الرئيس الأسبق من استخدام هاتفه المحمول، لكنه سيسمح له بالاتصال من هاتف أرضي مراقب بثلاثة أرقام محددة، إضافة إلى زيارتين أسبوعيتين لأفراد عائلته. أما محاموه، فيمكنهم مقابلته متى دعت الحاجة. كما وضع تحت نظام صارم ينظم تفاصيل حياته اليومية، وصولا إلى السماح له بوشاح لا يتجاوز طوله مترا واحدا وأدوات طعام غير حادة.
ورغم قسوة الظروف، أعلن ساركوزي عزمه على استغلال فترة حبسه في التأمل والكتابة. فقد صرح لصحيفة لو فيغارو أنه سيحمل معه رواية “الكونت مونتي كريستو” وسيرة السيد المسيح، مؤكدا أنه سيؤلف كتابا بعنوان “رئيس سجين” يروي فيه تجربته بين جدران الزنزانة. وهكذا يجد الرئيس الأسبق نفسه اليوم أمام فصل جديد من حياته، يختلط فيه السياسي بالأدبي، والسلطة بالعزلة.
