أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في افتتاح الدورة الثالثة من “اليوم الوطني للصناعة”، أن الصناعة المغربية تعرف دينامية إيجابية غير مسبوقة جعلت من علامة “صنع في المغرب” رافعة لترسيخ مكانة المملكة كمنصة صناعية تنافسية في الأسواق العالمية. وأبرز أن هذه الدينامية انعكست على القيمة المضافة للأنشطة غير الفلاحية التي واصلت ارتفاعها، حيث سجلت الصناعات التحويلية نموا بنسبة 3,3 في المائة سنة 2024 مقابل 3,1 في المائة سنة 2023، إلى جانب ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المجال الصناعي لتشكل أكثر من 35 في المائة من إجمالي العائدات، وبلوغ الصادرات الصناعية 389 مليار درهم، أي ما يمثل 87 في المائة من إجمالي الصادرات.
وأشار أخنوش إلى أن هذا التطور يعكس الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، الذي جعل من الصناعة إحدى الدعائم الرئيسية لبناء اقتصاد وطني تنافسي ومتنوع. واستحضر في هذا الصدد البنيات التحتية الكبرى التي أرساها جلالته، مثل ميناء طنجة المتوسط، وشبكة الطرق السيارة التي تتجاوز 1600 كيلومتر، وإنشاء أكثر من 150 منطقة صناعية على مساحة تفوق 40 ألف هكتار، إلى جانب مشاريع استراتيجية حديثة كالمركب الصناعي لمحركات الطائرات وورش بناء السفن بالدار البيضاء، ومشروع تمديد القطار فائق السرعة نحو مراكش.
كما أوضح رئيس الحكومة أن الجهاز التنفيذي يواكب هذا التحول الصناعي العميق بإصلاحات هيكلية واسعة تشمل النظام الجبائي وتحسين مناخ الأعمال وتفعيل الميثاق الجديد للاستثمار، فضلا عن دعم المقاولات لاسترجاع الضريبة على القيمة المضافة وضمان سيولتها المالية. وأشار إلى أن الحكومة حافظت على أسعار الكهرباء رغم تقلبات السوق الدولية لحماية تنافسية المقاولات الصناعية، مع العمل على خفض التعريفة الصناعية وتخفيف آثار ارتفاع كلفة الإنتاج. وختم أخنوش بالتأكيد على أن المغرب يستعد لمرحلة جديدة من التحول الصناعي ترتكز على الابتكار، والتحول التكنولوجي، والصناعة النظيفة منخفضة الكربون، لخلق مزيد من فرص الشغل وتعزيز موقع المملكة في سلاسل القيمة العالمية.