نفق المغرب إسبانيا.. الحلم القديم يقترب من الواقع

رقية الشتوكي: صحفية متدربة

يبدو أن فكرة الربط بين أوروبا وإفريقيا عبر نفق تحت مضيق جبل طارق لم تعد مجرد حلم جغرافي أو طموح سياسي، بل مشروعا قابلا للتحقق. فقد أكدت دراسة جدوى حديثة، أنجزتها الشركة الألمانية هيرنكنيخت بتكليف من حكومتي الرباط ومدريد، إمكانية تنفيذ المشروع من الناحية التقنية رغم التعقيدات الجيولوجية، خصوصا عند مرتفع كامارينال الذي يعد من أكثر النقاط حساسية في المضيق.

وتقدر الكلفة الإجمالية للمشروع بنحو 8,5 مليارات يورو، مع خطة عمل تمتد لعشر سنوات، تبدأ بحفر نفق استكشافي في أفق سنة 2027. وقد قامت فرق هندسية من البلدين بعدة زيارات ميدانية إلى مواقع مشابهة، بينها مشروع نفق روغفاست في النرويج، الذي يعد اليوم الأطول والأعمق في العالم، للاستفادة من خبراته التقنية في مواجهة تحديات الأعماق والضغط المائي.

ولا يمثل النفق مجرد إنجاز هندسي ضخم، بل مشروعا استراتيجيا يربط بين قارتين ويعيد رسم خريطة التبادل البشري والاقتصادي بين الشمال والجنوب. فبالإضافة إلى حركة النقل، سيتيح المشروع ربط شبكات الكهرباء والألياف البصرية بين المغرب وإسبانيا، ما يعزز التكامل الطاقي والرقمي ويجعل شبه الجزيرة الإيبيرية منصة محورية للتواصل بين أوروبا وإفريقيا. ومع اكتمال الدراسة التقنية، يقترب العالم من رؤية أحد أضخم المشاريع العابرة للقارات في التاريخ الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

المغرب يفتح عهد الجيل الخامس: اتصالات المغرب وأورنج وإنوي يفوزون برخص 5G

المنشور التالي

العيون تحتفي بالقرار الأممي في أجواء وطنية وشعبية

المقالات ذات الصلة