أعربت كوريا الشمالية، يومه الإثنين 23 يونيو 2025، عن “إدانتها الشديدة” للضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية، معتبرة أن هذه الهجمات تمثل “انتهاكا خطيرا لسيادة إيران ومصالحها الأمنية”. وحسب مصادر إعلامية اعتبرت وزارة الخارجية في بيان رسمي أن واشنطن “تستغل المصالح الأمنية لدولة ذات سيادة لتحقيق أهدافها الخاصة”، ووصفت الضربات بأنها “اعتداء غير مبرر يقوض الاستقرار الإقليمي وينذر بحرب شاملة جديدة في الشرق الأوسط”.
وشنت الولايات المتحدة، بدعم ضمني من إسرائيل، سلسلة ضربات مركزة استهدفت منشآت نووية رئيسية داخل إيران، من بينها فوردو ونطنز وأصفهان، تزامنا مع تصعيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق طال بنى تحتية عسكرية إيرانية. وأثارت هذه الخطوة ردود فعل دولية متباينة، غير أن بيان كوريا الشمالية جاء الأكثر حدة حتى الآن، موجها انتقادات صريحة إلى واشنطن وتل أبيب، ومتهما الطرفين بـ”تهديد الأمن والسلم الدوليين”.
وفي لهجة تصعيدية، وصفت الخارجية الكورية الشمالية إسرائيل بأنها “كيان سرطاني يهدد السلام في الشرق الأوسط”، محملة إياها “مسؤولية مباشرة عن تدمير الأمن والاستقرار العالميين”، في وقت اعتبرت فيه الدعم الأميركي لتل أبيب دليلا على “ازدواجية المعايير التي تنتهجها واشنطن في تعاملها مع القضايا الدولية”. وأضاف البيان أن “تصرفات إسرائيل تمثل انتهاكا غير قانوني لسيادة إيران وجريمة ضد الإنسانية”، في إشارة إلى الغارات التي نفذتها داخل الأراضي الإيرانية.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوترات في المنطقة، بعد أسابيع من التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، والتحذيرات الدولية من انزلاق الوضع إلى مواجهة مفتوحة. ويبدو أن بيان كوريا الشمالية لا يعكس فقط تضامنا دبلوماسيا مع إيران، بل يشير أيضا إلى اصطفاف أوسع لمحور مناوئ للهيمنة الأميركية، في ظل اضطراب جيوسياسي غير مسبوق يخيم على الشرق الأوسط ويعيد تشكيل خرائط التحالفات الدولية.