مهن غابت هذا العيد: “فندق الخروف”.. مآوى الأضاحي الذي اختفى مع غياب الشعيرة

كما جرت العادة في السنوات الماضية، اعتاد المغاربة استقبال عيد الأضحى بمهن موسمية تظهر فجأة وتختفي بانتهاء المناسبة، ومن أبرز هذه المهن نجد ما يعرف بـ”فندق الخروف”. تلك الفضاءات المؤقتة، التي غالبا ما تكون محلات أو مرائب أو حتى خياما مجهزة، توفر حلا عمليا للأسر التي لا تمتلك أماكن مناسبة للاحتفاظ بأضحيتها في البيوت، مقابل مبلغ يومي يراوح بين 20 و30 درهما عن كل خروف. وفي المقابل، تمثل هذه الخدمة فرصة لشباب الأحياء لكسب دخل موسمي من خلال حراسة الأغنام ورعايتها ليلا ونهارا.

غير أن هذه السنة (2025)، اختلف المشهد كثيرا, فمع غياب شعيرة عيد الأضحى في المغرب، نتيجة الظرفية الاستثنائية التي تمر بها البلاد، اختفت هذه “الفنادق” من الشوارع والأسواق كذلك. ولم تعد الخيام تنصب، ولا الأغنام تنقل جماعيا إلى المرائب، ولا الشباب يتناوبون على السهر لتأمين راحة الخرفان. ويعكس هذا الغياب القسري لهذه الطقوس الاقتصادية والاجتماعية الصغيرة مدى تأثير المتغيرات الوطنية على أدق تفاصيل الحياة اليومية والعادات الموسمية.

ورغم بساطتها، فإن “فنادق الخرفان” كانت تحظى بأهمية خاصة لدى الأسر، خصوصا في الأحياء ذات البنايات الصغيرة أو العائلات التي تفضل تفادي متاعب النظافة ورعاية الأضحية قبل يوم النحر. وكانت هذه الخدمة بمثابة راحة مؤقتة للأسر، وتضامن موسمي غير معلن بين أبناء الحي الواحد. واليوم، وبينما يغيب العيد، تغيب معه تفاصيله الصغيرة التي كانت تمنحه طعما خاصا، وتحكي بصمت عن علاقات اجتماعية تتجدد كل عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

صلاة العيد في المغرب.. شعيرة قائمة رغم غياب الذبح

المنشور التالي

ثورة ناعمة من قلب المجتمع: حين يصير التخلق مسؤولية الجميع (الحلقة 10 والأخيرة)

المقالات ذات الصلة