في تحول دبلوماسي لافت عبرت المملكة المتحدة عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء, باعتبار المبادرة المغربية جدية وذات مصداقية بالاضافة الى التزام البلدين بشراكة استراتيجية عميقة تتجاوز البعد الثنائي لتشمل قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي.
وفي هذا السياق صرح أحمد نور الدين خبير في العلاقات الدولية لموقع THE PRESS, أن هذا الموقف الذي عبرت عنه بريطانيا كان منتظرا ومتوقعا منذ فترة طويلة وجاء متأخرا نسبيا, بالنظر إلى أن الموقف البريطاني في السياسة الخارجية غالبا ما يصطف مع الموقف الأمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والولايات المتحدة كانت قد اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه منذ ديسمبر 2020, مضيفا ان هذا التوجه يعكس انسجاما بين الحكومة البريطانية والبرلمان الذي عبر في وقت سابق من خلال رسالة وقعها أكثر من 30 نائبا عن دعمه للمبادرة المغربية ما يدل على أن موقف لندن مؤسس وليس ظرفيا.
وأشار الخبير إلى أن دعم بريطانيا يأتي في إطار رؤية استراتيجية تعتبر الشراكة مع المغرب امتدادا لعلاقات تعود إلى أكثر من 8 قرون في التعاون والاعتراف المتبادل، لافتا إلى أن رفض البلدين لاستعمال القوة في حل النزاعات يشكل رسالة سياسية واضحة موجهة للجزائر، التي تواصل دعم جبهة البوليساريو وتتبنى عملياتها المسلحة في الشريط العازل.
وأكد نور الدين على أن إعلان بريطانيا كعضو دائم في مجلس الأمن وانخراطها في تسريع حل النزاع يصب في مصلحة المغرب، ويدعم مطالبه المتكررة بطي الملف داخل اللجنة الرابعة للأمم المتحدة, مشددا على أن المناخ الدولي اليوم موات لحسم هذا النزاع في ظل تزايد الدول الداعمة للمقترح المغربي، وتراجع الموقف الجزائري على المستويين الإقليمي والدولي، مما يفرض على الدبلوماسية المغربية التحرك بسرعة لبلورة قرار أممي ينهي هذا النزاع بشكل نهائي.