بعد الحريق الذي اندلع في سوق بني مكادة بطنجة وسوق الجملة بتطوان، التهمت النيران مرة أخرى، زوال يوم الاثنين 10 مارس 2025، عدداً من المحلات التجارية بالسوق البلدي لمدينة المحمدية، المعروف محليًا بـ”جوطية العالية”. تماس كهربائي بسيط تحوّل إلى ألسنة لهب امتدت بسرعة، مخلفة خسائر مادية جسيمة طالت أربعة عشر محلاً تجارياً، فيما وقف أصحاب المحلات والمتسوقون مذهولين أمام مشهد الزرابي المتفحمة، والأثاث المحترق، والسلع التي تحولت إلى رماد.

وسرعان ما دبّت حالة من الاستنفار داخل السوق، حيث هرع التجار والصائمون إلى إخماد النيران بوسائل بدائية في انتظار وصول عناصر الوقاية المدنية. وبالموازاة، سارع الأمن الوطني والقوات المساعدة إلى إخلاء السوق وحماية السلع من السرقة، وسط مشاهد من الفوضى والتوتر. ووفق روايات بعض التجار، فقد استغل بعض المنحرفين الفوضى للسطو على بضائع كانت مهددة بالنيران.

وأكد رئيس جمعية الأبرار بالسوق البلدي، عادل شكير، أن الحريق جاء بعد تماس كهربائي مماثل وقع يوم الأحد دون أن يؤدي إلى كارثة، مشيرًا إلى أن شبكة الكهرباء بالسوق قديمة ومتهالكة، ما يزيد من احتمالية وقوع مثل هذه الحوادث. كما أوضح أن التجار طالبوا مرارًا بإصلاحات لضمان الربط الكهربائي الآمن، لكن دون جدوى.
ورغم تمكن الوقاية المدنية من السيطرة على الحريق دون تسجيل خسائر بشرية، إلا أن الحادث أعاد إلى الواجهة مشكل البنية التحتية المهترئة للأسواق الشعبية، وسط مطالب عاجلة بالتدخل لتحديث الشبكات الكهربائية والمائية، تفاديًا لتكرار مثل هذه المآسي.