قدم المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية، أمس الثلاثاء 22 أبريل 2025, تقريره الإستراتيجي برسم سنتي 2024-2025، تحت عنوان “أي حكامة لعالم متغير؟”، وذلك خلال فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب المقام بالعاصمة الرباط.
ويأتي هذا التقرير ضمن سلسلة “بانوراما المغرب في العالم”، التي دأب المعهد على إصدارها منذ سنة 2015، ويتميز بصيغة هجينة تمزج بين التحليل الأكاديمي والمنصة الرقمية التفاعلية. ويتضمن التقرير 25 مقالا موضوعاتيا، و18 تأطيرا تحليليا، إلى جانب رسوم بيانية ومراجع علمية يتجاوز عددها 400 مرجع.
وخلال تقديمه للتقرير، أوضح المدير العام للمعهد، محمد توفيق ملين، أن الوثيقة تسعى إلى تعميق النقاش حول الحكامة في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم، مشيرا إلى أن السياق الدولي الراهن يتسم بتعقيدات متعددة ومستويات غير مسبوقة من عدم اليقين.
ويتوزع التقرير على ثلاثة محاور أساسية، يستعرض أولها الجوانب النظرية والعملية لمفهوم الحكامة، متوقفاً عند تطورها التاريخي والفلسفي، ومحللاً العوامل المؤسسية والمعلوماتية والمجتمعية التي تعيق تفعيلها بشكل فعّال على الصعيد العالمي. أما المحور الثاني، فيركّز على التحديات الكبرى التي تواجه العالم، مثل تعدد الأزمات وتصاعد المخاطر الوجودية، ويدعو إلى إعادة النظر في نماذج القيادة التقليدية لصالح مقاربات جديدة تتلاءم مع التعقيدات المتزايدة في السياق الكوكبي. ويقترح المحور الثالث مجموعة من الحلول العملية، من بينها بناء مرجعية دولية مشتركة للحكامة الجيدة، وتعزيز إدارة الممتلكات العامة العالمية، وترسيخ الهوية الكوكبية كرافعة لمعالجة الإشكاليات المعقدة التي تتجاوز حدود الدول.
ويؤكد التقرير الاستراتيجي الجديد مكانة الحكامة كأحد المحاور الأساسية في اهتمامات المعهد الملكي، باعتبارها عاملا حاسما في فهم ديناميات العالم واستشراف مستقبله.