خطا المغرب خطوة رائدة في مجال الصناعة الدوائية بإعلانه عن تصدير أول دواء مصنع من القنب الهندي إلى جنوب إفريقيا، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى القارة الإفريقية، مما يعكس التحول العميق الذي تعرفه المملكة في استثمار القنب لأغراض طبية وصناعية، بعد سنوات من العمل على تأطير هذا المجال وفق معايير علمية وقانونية دقيقة.
الدواء الجديد، الذي يحمل اسم “بلدية بلس” (Beldiya Plus)، تم تطويره من طرف مختبر كانافليكس (Cannaflex) باستخدام القنب المزروع قانونيا في المغرب، في إطار تنفيذ القانون المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب. وأوضحت الشركة في بلاغ لها بتاريخ 20 أكتوبر أن هذه العملية تمثل “مرحلة تاريخية للقنب المغربي القانوني”، مؤكدة أن المنتوج بات جاهزا لدخول الأسواق الدولية بفضل جودته العالية وتطابقه مع المعايير الصيدلانية العالمية.
وجاء هذا الإنجاز ثمرة تعاون بين مختبر كانافليكس المغربي والمختبر الجنوب إفريقي DRA Pharmaceuticals، الذي يعد من أبرز الفاعلين في الصناعة الدوائية بالقارة. وقد أشاد المدير العام للمختبر الجنوب إفريقي، كريس هاتون، بالبنية التحتية المتقدمة التي طورها المغرب في هذا المجال، معتبرا أن المملكة أصبحت تمتلك “قدرة تنافسية حقيقية تمكنها من مجاراة كبريات المختبرات العالمية”.
وأشار هاتون إلى أن هذه الشراكة ستفتح آفاقا جديدة أمام سوق الأدوية المعتمدة على القنب الطبي في إفريقيا، بما يضمن توفير علاجات آمنة وفعالة تستند إلى البحث العلمي والتجريب السريري، مضيفا أن التجربة المغربية تشكل نموذجا يحتذى في الجمع بين الابتكار العلمي والتنمية الصناعية.
وفي سياق المسار المتصاعد الذي يسلكه المغرب، تأتي هذه الخطوة بهدف تطوير صناعة القنب الطبي، إذ سبق لمختبر فارما 5 (Pharma 5) أن أطلق في دجنبر 2024 أول دواء مغربي يعتمد على مادة الكانابيديول (Cannabidiol) لعلاج نوبات الصرع، باستثمار قدره 250 مليون درهم، وهو المشروع الذي حصل على ترخيص رسمي للتسويق داخل المملكة، فاتحا الباب أمام موجة جديدة من الابتكارات الدوائية المحلية.