عرفت ضواحي مدينة بوزنيقة، صباح أمس الأحد 26 أكتوبر 2025، عملية أمنية دقيقة نفذتها عناصر الدرك الملكي داخل غابة “33”، انتهت بحجز كميات كبيرة من مخدر “الكيف” وتوقيف عدد من الأشخاص المشتبه في تورطهم في أنشطة ترويج الممنوعات. العملية التي وصفت بـ“النوعية” جاءت تتويجا لتحريات ميدانية استمرت عدة أيام، بعد ورود معطيات حول تحويل أجزاء من الغابة إلى مخازن سرية وملاجئ لمروجي المخدرات.
وحسب مصادر إعلامية محلية، فقد باشرت عناصر الدرك عملية تطويق محكمة للمكان قبل أن تباغت المشتبه فيهم داخل الغابة، حيث حاول بعضهم الفرار عبر المسالك الوعرة، غير أن يقظة رجال الدرك حالت دون ذلك. وأسفرت العملية عن حجز كميات مهمة من “الكيف” المعد للترويج، إلى جانب أربع دراجات نارية بدون وثائق قانونية يعتقد أنها كانت تستعمل في نقل الممنوعات وتوزيعها على الأحياء القريبة.
كما تم العثور داخل عدد من الأكواخ العشوائية المنتشرة بالغابة على أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام وأدوات تُستعمل في إعداد وتخزين المخدرات، ما يؤكد الطابع المنظم للنشاط الإجرامي الذي كان يمارس بالمنطقة. وعملت عناصر الدرك، بتنسيق مع السلطات المحلية، على هدم تلك الأكواخ وإخلاء الغابة في إطار حملة تهدف إلى استعادة طابعها الغابوي والبيئي بعد أن تحولت في الآونة الأخيرة إلى بؤرة للفوضى والإجرام.
وتندرج هذه العملية في سياق المقاربة الأمنية الاستباقية التي تنهجها القيادة الجهوية للدرك الملكي بإقليم بنسليمان لمحاربة مختلف أشكال الجريمة، خصوصا الاتجار في المخدرات ومشتقاتها. ومن المنتظر أن تفتح تحقيقات تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد هوية باقي المتورطين، والكشف عن الشبكة المحتملة التي كانت تنشط في هذا المحيط الغابوي، في أفق تقديم جميع المشتبه فيهم إلى العدالة.
