بات المغرب يصنف ضمن أبرز القوى الصاعدة عالميًا في تصدير الفواكه والخضر، بعدما حل ثالثًا ضمن أسرع الدول نموًا في هذا المجال، وفق تقرير حديث لمنصة “EastFruit” المتخصصة,نشرته الخميس 17 أبريل 2025. ويعزى هذا التقدم إلى اعتماد المملكة على استراتيجية زراعية تقوم على الابتكار، الاستدامة، وتطبيق أفضل الممارسات الدولية، مما مكنها من الحفاظ على وتيرة إنتاج مستقرة رغم التحديات المناخية، خاصة الجفاف ونقص المياه.
التحول الذي يشهده القطاع الزراعي المغربي ينبني على رؤية مؤسساتية طويلة الأمد، تجعل من الاستدامة ركيزة فعلية في سير العمل اليومي داخل الشركات الفلاحية. هذا ما أكده, وفق التقرير, أندري يارماك، الخبير الاقتصادي بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، الذي أشار إلى أن المغرب لا يتعامل مع الزراعة بمنطق ظرفي، بل من منطلق استراتيجي يعكس نضج الفاعلين والتزامهم البيئي والاجتماعي، حيث أصبح تعيين مسؤولين عن الاستدامة داخل المقاولات الزراعية ممارسة مألوفة.
وتعتبر الطماطم المغربية نموذجًا بارزًا للنجاح، إذ بلغت الصادرات منها 690 ألف طن خلال هذا الموسم، بزيادة قدرها 19%، مع هيمنة الأصناف غير المستديرة على 58% من هذا الحجم، حسب ما أفادت به فتيحة شراط، المديرة العامة المساعدة لمجموعة “دلاسوس”. في السياق ذاته، يتوقع أن ترتفع صادرات الحمضيات، خاصة صنف “ناضوركوت”، إلى 597 ألف طن خلال موسم 2024-2025، أي بزيادة 31%، ما يضع المغرب في المرتبة الثالثة إفريقيًا بعد جنوب إفريقيا ومصر.
ويستفيد هذا الأداء من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة وقربها من أوروبا، إضافة إلى تنوع المناخ الذي يسمح بالإنتاج على مدار السنة، واستثمار متزايد في البنية التحتية والتكنولوجيا الفلاحية, كما تراهن المؤسسات الدولية مثل الفاو والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على دعم ولوج المنتجات المغربية إلى أسواق واعدة في آسيا، خاصة سنغافورة وماليزيا، حيث ستنظم بعثة تجارية جديدة نهاية أبريل 2025 لتعزيز حضور المنتجات المغربية ذات القيمة العالية والمستدامة في هذه الأسواق.
