كشفت منصة “إيست فروت” المتخصصة في تحليل البيانات الفلاحية أن صادرات “الحامض” أو الليمون المغربي سجلت خلال النصف الأول من الموسم التسويقي 2024/2025 انتعاشة غير مسبوقة منذ أربع سنوات، محققة عائدات بلغت 2.7 مليون دولار. واعتبرت المنصة أن هذا الأداء يمثل مؤشرا واضحا على تعافي هذا القطاع الحيوي، الذي عرف تراجعا ملحوظا منذ موسم 2020/2021 بفعل ظروف مناخية صعبة و مشاكل لوجستية حادة.
وبحسب التقرير الذي نشرته المنصة يوم 29 ماي 2025، صدر المغرب ما مجموعه 6,100 طن من الليمون خلال الفترة الممتدة من أكتوبر إلى مارس، وهو أعلى حجم تصديري يسجل في هذا الإطار الزمني منذ أربعة مواسم. وتكاد مداخيل هذه الفترة تعادل ما حققته صادرات الليمون طيلة الموسم السابق بأكمله، مما يعكس الطفرة النوعية في الأداء التصديري. ورغم أن الليمون لا يزال يأتي في المرتبة الثالثة بعد المندرين والبرتقال من حيث الأهمية داخل سلة الحمضيات المغربية، فإن استقرار إنتاجه وتوفره على مدار السنة يمنحانه وزنا استراتيجيا في تنويع العرض وتعزيز الحضور المغربي في الأسواق الدولية. ففي الذروة التي حققها موسم 2019/2020، بلغت صادرات الليمون 17 ألف طن فقط، أي أقل بسبع مرات من صادرات البرتقال، وبأكثر من 23 مرة من صادرات المندرين.

وسجل التقرير نفسه أن صادرات الليمون المغربي كانت قد تراجعت إلى أدنى مستوياتها في موسم 2023/2024، عند حدود 5,000 طن فقط، بفعل موجات الجفاف التي ضربت البلاد في 2022 و2023، ما قلص بشكل كبير من إنتاج الحمضيات عموما, كما ساهمت الاضطرابات الجيوسياسية، خاصة العقوبات وتغير مسارات التجارة، في تقييد الوصول إلى السوق الروسية، التي لطالما شكلت وجهة رئيسية للمنتج المغربي. وزاد من صعوبة الوضع تصاعد المنافسة مع دول مصدرة أخرى، وعلى رأسها تركيا، التي كانت تنافس بشدة في الأسواق الأوروبية.
وغير أن بداية سنة 2024 حملت معها مؤشرات إيجابية، حيث تحسنت الأحوال الجوية داخل المغرب، في حين شهد الإنتاج التركي من الليمون تراجعا حادا بنسبة الثلث، ما فسح المجال أمام المغرب لاستعادة موطئ قدمه في أسواقه التقليدية. ووفق “إيست فروت”، فقد حافظت موريتانيا على موقعها كأول وجهة لصادرات الليمون المغربي، مستحوذة على أكثر من 40% من إجمالي الكمية المصدرة في النصف الأول من الموسم. كما عرفت الصادرات نحو المملكة المتحدة نموا سريعا، فيما استؤنفت الشحنات إلى روسيا وكندا، وعاد المغرب ليعزز حضوره في أسواق فرنسا وهولندا.
كما أشار التقرير إلى أن المغرب شرع في توسيع نطاق أسواقه التصديرية، حيث استأنف شحنات الليمون إلى الولايات المتحدة بعد توقف دام عامين، وإلى السويد بعد غياب أربعة أعوام. كما وصلت الشحنات لأول مرة إلى أسواق جديدة مثل لاتفيا وكازاخستان. واعتبرت المنصة أن هذه الدينامية الجديدة، التي تتقاطع مع بوادر تعاف مشابه في صادرات المندرين، تضع المغرب على طريق موسم تصديري قد يتجاوز فيه أرقام موسم 2020/2021، ويستعيد موقعه كلاعب قوي في سوق الحمضيات العالمية.