رومانيا على مفترق طرق: صعود نجم اليمين المتطرف يعيد رسم المشهد السياسي

في تحول لافت نحو القومية، تصدّر مرشح اليمين المتطرف جورج سيميون نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، جامعاً نحو 40% من الأصوات، بحسب النتائج الأولية بعد فرز 90% منها. سيميون، زعيم “التحالف من أجل وحدة الرومانيين”، تفوق بفارق واضح على كرين أنتونيسكو، مرشح الائتلاف الحاكم المؤيد لأوروبا، ورئيس بلدية بوخارست نيكوسور دان، واللذين حصلا على نتائج متقاربة تجاوزت بالكاد عتبة 20%.

ويأتي هذا التقدم المثير بعد أشهر من الجدل، حيث ألغت المحكمة الدستورية انتخابات سابقة فاز بها مرشح اليمين، جورجيسكو، بسبب شبهات بالتدخل الروسي وحملة ترويجية ضخمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. سيميون، الذي خلفه في الترشح، يقدم نفسه كنسخة “أكثر اعتدالاً”، لكنه يشارك سلفه العداء للمؤسسات الأوروبية، ويدعو إلى استرجاع “كرامة رومانيا” داخل الاتحاد الأوروبي، مع معارضته دعم أوكرانيا ورفضه لاستقبال اللاجئين.

ويُتوقع أن تشهد الدورة الثانية من الانتخابات، المقررة في 18 مايو، منافسة شرسة، إذ يرى محللون أن خصوم سيميون يمتلكون قاعدة أوسع من “احتياطيات الأصوات”. وفيما يبقى منصب الرئاسة بروتوكوليًا في طبيعته، إلا أنه يحتفظ بتأثير كبير على توجهات السياسة الخارجية في بلد يُعد ركيزة أساسية لحلف الناتو، خاصة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقد وُضعت هذه الانتخابات تحت مراقبة دقيقة عقب إلغاء اقتراع العام الماضي، وسط احتجاجات شعبية وصفت القرار بـ”الانقلاب”. حتى الولايات المتحدة عبّرت عن قلقها، فيما تعهدت السلطات الرومانية بإجراء انتخابات نزيهة، بالتعاون مع منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، لمنع أي تلاعب. وفي حال فوزه، وعد سيميون بمنح رئاسة الحكومة لحليفه جورجيسكو، ملوّحاً بإمكانية الدعوة إلى استفتاء أو انتخابات مبكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

“المغرب المتعدد”.. احتفاء بالصويرة كنموذج حي للتنوع والتعايش

المنشور التالي

السيول تحاصر مدينة البتراء والأردن ينجح في إجلاء 1800 سائح دون إصابات

المقالات ذات الصلة