فوز تاريخي لليبراليين في كندا.. وعبد الحق صاري وراشيل بندايان يشرفان الجالية المغربية في مجلس العموم

حقق مارك كارني، رئيس الحكومة الكندية وزعيم الحزب الليبرالي، فوزاً تاريخياً في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الثلاثاء 29 أبريل 2025، حيث حصد حزبه 165 مقعداً بمعدل أولي بلغ 43.5 في المائة من الأصوات، ما يُمهد لتشكيل حكومة قوية تكرّس استمرار هيمنة الليبراليين على المشهد السياسي الكندي.

ومن بين أبرز ملامح هذا الفوز، بروز اسمين مغربيين ضمن الفريق الليبرالي الفائز، هما عبد الحق صاري وراشيل بندايان، اللذان تمكّنا من الظفر بمقعدين في مجلس العموم الفيدرالي الذي يضم 343 نائباً. فقد فاز صاري بمقعد دائرة “بوراصا – مونتريال الشمالية”، محققاً حوالي 20 ألف صوت بنسبة 42.9 في المائة، فيما حافظت بندايان على مقعدها بدائرة “أوترومونت” بمونتريال.

ويُجسّد عبد الحق صاري نموذجاً لنجاح المهاجر المغربي في كندا، حيث بدأت رحلته من “حي المحيط” في مدينة الرباط، مروراً بالدراسة في فرنسا، وصولاً إلى كندا سنة 2002، حيث نال شهادات عليا في الهندسة المعلوماتية من أرقى المؤسسات الجامعية بمونتريال، مثل جامعة كيبيك والمدرسة العليا للتكنولوجيا. عمل أستاذاً جامعياً ومتخصصاً في الذكاء الاقتصادي، وبرز في المشهد السياسي منذ 2017 عندما فاز بعضوية المجلس البلدي لمونتريال، ليصبح أول مغربي إفريقي مسلم يشغل هذا المنصب، قبل أن يُنتخب مجدداً في 2021 ويتولى لاحقاً رئاسة بلدية مونتريال الشمالية بالنيابة.

أما راشيل بندايان، السياسية الكندية ذات الأصول المغربية اليهودية، فقد أثبتت مكانتها داخل الحزب الليبرالي، خصوصاً بعد تعيينها في مارس 2025 وزيرة للهجرة واللاجئين والمواطنة. درست القانون في جامعة ماكغيل، وتخصصت في التحكيم الدولي، قبل أن تُمارس التدريس في كلية الحقوق بجامعة مونتريال. ومنذ دخولها عالم السياسة سنة 2015، شغلت عدة مناصب وزارية، من بينها وزيرة اللغات الرسمية والوزيرة المنتدبة للسلامة العامة، وكانت دوماً صوتاً قوياً مدافعاً عن قضايا التعددية وحقوق المهاجرين.

ويُعدّ فوز صاري وبندايان مصدر فخر للجالية المغربية في كندا، التي تابعت هذا الإنجاز بكثير من الاعتزاز، باعتباره تتويجاً لمسار سياسي وإنساني متميز، ورسالة قوية حول قدرة أبناء الجالية على المساهمة الفاعلة في الحياة السياسية الكندية، سواء على المستوى المحلي أو الفيدرالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

لبؤات القاعة يعتلين عرش أفريقيا

المنشور التالي

المؤبد لهاتك عرض طفل دمنهور بمصر

المقالات ذات الصلة