في أولى كلماته أمام المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، لم يتردد عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، عن انتقاد وزارة الداخلية بسبب حجبها للدعم العمومي الموجه للأحزاب, الذي يقدر ب130 مليون سنتيم ، والذي لم يتوصل به الحزب رغم اقتراب موعد المؤتمر. واعتبر بنكيران هذا الحجب قرارا سياسيا غير مبرر، مشيدا في المقابل بالتمويل الداخلي لمناضلي الحزب الذين سارعوا لجمع مليون درهم خلال يومين فقط وأنقدوا المؤتمر من الفشل.

وأكد بنكيران، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المنعقد ببوزنيقة، أن استجابة أعضاء الحزب والمناصرين كانت سريعة وفعالة، قائلاً: “بعد أن حجبت الداخلية الدعم، تحرك أبناء الحزب، وتمكنا من جمع مليون درهم في ظرف يومين.. وما زال العاطي يعطي”. وأضاف الأمين العام مازحاً أمام 1700 مؤتمر: “أول مرة لن تأكلوا مال وزارة الداخلية، بل مال حزب العدالة والتنمية”.
وشدد الأمين العام على أن الحزب يواجه هذه المرحلة بتضامن داخلي ومرجعية إسلامية تمنحه الاستمرارية، مشيراً إلى أن الحزب مرّ من ظروف صعبة في السنوات الأخيرة منذ الثامن من شتنبر 2021 لكنه لم ينكسر، بل عاد مجدداً إلى الساحة بفضل تمسكه بمبادئه وبفضل مناضليه الذين رفضوا الاستسلام قائلا:”المرجعية الإسلامية لا تموت ومن يتمسك بها سينصرها الله حتى بعد حين”.
وفي سياق آخر، لم يفوت بنكيران الفرصة لتوجيه انتقادات لاذعة للحكومة الحالية، التي وصفها بال”فاشلة”وأنها”حكومة تضارب المصالح” بسبب دفاع رئيسها عن مصالحه الخاصة. كما استنكر بنكيران ما أسماه بـ”تحزيب الإدارة” وتوزيع المناصب على الأصدقاء، إلى جانب غياب التواصل الحكومي مع المواطنين، خاصة في ظل تصاعد غلاء المعيشة والأزمات الاجتماعية مستنكرا وضع قطاع التعليم وطلبة الطب وغيرها من القضايا.

وختم بنكيران كلمته بالتأكيد على موقف الحزب الثابت من قضية الصحراء المغربية، قائلاً “إن المغرب لا يكن إلا المودة للشعب الجزائري، لكن لا مساومة على مغربية الصحراء”. وفي نهاية الجلسة، انطلقت عملية انتخاب أعضاء المجلس الوطني للحزب، على أن تُستكمل أشغال المؤتمر يوم غد الأحد 27 أبريل 2025 بالإعلان عن نتائج الانتخابات واختيار الأمين العام الجديد، سواء بالتجديد لبنكيران أو انتخاب خلف له.