شهد مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، أعمال تخريب واسعة استهدفت عددا من مرافقه الحيوية، وذلك مباشرة بعد المباراة التي جمعت الرجاء الرياضي بحسنية أكادير, مساء يوم الأربعاء 23 أبريل 2025, ضمن الجولة 27 من البطولة الاحترافية. وخلفت هذه الأفعال، التي نسبت إلى بعض المحسوبين على جماهير الفريق السوسي، دمارًا كبيرًا في المراحيض والتجهيزات الصحية ومقاعد الجمهور، وفق ما ظهر في فيديوهات وصور عدة تسببت في موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المتابعين عن غضبهم من هذا السلوك الذي وصفوه بـ”الهمجي” و”غير المسؤول”. ومن خلال صفحته على الفايسبوك نشر عبد اللطيف الناصري، نائب عمدة مدينة الدار البيضاء، أمس الخميس تدوينة جاء فيها ما يلي: هذ الشي مؤسف ومؤلم وبعيد على أخلاق المغرب والمغاربة ، واش بهذ العقلية سنستقبل الاستحقاقات الرياضية المقبلة؟
و حسب مصادر إعلامية, فقد باشرت السلطات الأمنية تحقيقا عاجلا في الواقعة، أسفر عن توقيف 68 شخصًا مشتبهًا في تورطهم في أعمال التخريب. كما تعمل مصالح الأمن بتنسيق مع إدارة المركب على تفريغ تسجيلات كاميرات المراقبة المنتشرة داخل الملعب، من أجل تحديد هوية المتسببين في الأضرار، وإنجاز تقرير مفصل قصد اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
وتأتي هذه الأحداث المؤسفة في وقت حساس، حيث لم يمض سوى أسبوعان على إعادة افتتاح مركب محمد الخامس بعد شهور من إغلاقه قصد إعادة التهيأة.وأعادت هذه الواقعة المؤلمة إلى الواجهة النقاش حول الثقافة الجماهيرية والمسؤولية الجماعية في الحفاظ على الفضاءات العمومية. كما دعت أصوات عديدة إلى ضرورة تعزيز آليات المراقبة والتوعية، وربط الانتماء الرياضي بقيم المواطنة والسلوك الحضاري، بما يضمن مستقبلاً بيئة رياضية سليمة وآمنة لجميع المرتادين.