كازاخستان تقتحم السوق المغربية بصادرات قياسية من القمح وسط أزمة غذائية خانقة

تعتزم كازاخستان تصدير أكثر من 300 ألف طن من القمح الغذائي إلى المغرب ودول شمال إفريقيا قبل نهاية الموسم التسويقي الحالي، الذي يمتد من يوليوز 2024 إلى يونيو 2025، في خطوة تعكس سعيها إلى توسيع أسواقها الدولية بعد تحقيقها لأكبر محصول من الحبوب منذ 13 عامًا. ووفق بيان صادر عن وزارة الزراعة الكازاخية، فإن عمليات التصدير تتم عبر شركة “برودكوربوراتسيا” الحكومية التي وقعت عقودًا لتوريد أكثر من 200 ألف طن إلى المنطقة، دون الكشف عن الحصة الخاصة بالمغرب.

ويأتي هذا التوسع في وقت سجلت فيه كازاخستان إنتاجًا قياسيًا خلال سنة 2024 بلغ 26.7 مليون طن من الحبوب، من بينها 18 مليون طن من القمح، ما عزز موقعها كمصدر رئيسي عالميًا. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية كازاخية جديدة لتنويع أسواق التصدير، التي كانت تقتصر سابقًا على دول آسيا الوسطى والصين وتركيا، حيث تتجه اليوم إلى اقتحام السوق المغربية لأول مرة، في ظل تزايد الطلب وتفاقم التحديات المناخية التي تهدد الأمن الغذائي في المنطقة.

في المقابل، يعيش المغرب واحدة من أصعب سنواته الفلاحية، إذ شهد الموسم الزراعي 2024/2025 تراجعًا حادًا في إنتاج الحبوب نتيجة موجة جفاف غير مسبوقة، تأثرت خلالها المساحات المزروعة بغياب الأمطار وارتفاع درجات الحرارة. وأفاد تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” بأن الإنتاج الوطني من الحبوب لم يتجاوز 3.3 مليون طن، أي أقل بنسبة تفوق 40% من المعدل السنوي، في حين بلغ إنتاج القمح 2.5 مليون طن فقط، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من 15 عامًا.

وفي هذا السياق، تسعى الرباط إلى تعزيز شراكاتها الزراعية والتجارية لتأمين احتياجاتها الغذائية، وهو ما دفع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى مناقشة إمكانية إنشاء مركز لوجستي في المغرب مع نظيره الكازاخي مراد نورتليو خلال لقاء سابق في فبراير الماضي. ويُتوقع أن يشكل هذا التعاون أرضية استراتيجية لتقوية العلاقات الثنائية، وفتح السوق المغربية أمام مورد جديد للقمح في ظل تقلبات مناخية متزايدة وتراجع الإنتاج المحلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

دبي تمهد الطريق للمستقبل: إطلاق مركبات أجرة ذاتية القيادة

المنشور التالي

تكوين عسكري يجمع المغرب وقطر

المقالات ذات الصلة