مؤتمر البيجيدي: رهانات داخلية وأسئلة معلّقة

منذ أيام قليلة، شرعنا من خلال منبرنا الإعلامي  THE PRESS في نشر سلسلة مقالات تحليلية مواكبة لما قبل المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، الحزب الذي شغل الرأي العام المغربي لأزيد من عقدين من الزمن، واحتل موقع الصدارة في المشهد السياسي، قبل أن ينكفئ إلى الصفوف الخلفية في أعقاب هزيمته الانتخابية سنة 2021.

لسنا هنا لإصدار الأحكام، ولا لتصفية الحسابات. نحن هنا، كصحافة حرة، نمارس مهمتنا الجوهرية: الإخبار والتحليل، وفتح فضاء عمومي للنقاش حول الفاعلين السياسيين الذين يتقاسمون مع المواطنين تدبير الشأن العام. وإذا كان حزب العدالة والتنمية يعيش لحظة مفصلية في تاريخه، فإن من حق المغاربة أن يعرفوا ما يدور داخل مطبخه التنظيمي والفكري.

تواصلنا مع العديد من قيادات الحزب في الداخل والخارج. البعض اختار الصمت، البعض الآخر تفاعل بشروط التحفظ وعدم كشف هويته، وقلة فضلت الحديث الصريح كما فعل عمر المرابط، أحد أبرز الأسماء السابقة في الحزب والتي تمثل مغاربة العالم، والذي فتح قلبه لـ THE PRESS، مقدماً تشخيصاً جريئاً لأزمة الحزب، ومسائلاً الزعامة الحالية، بل وحتى مشروعية استمرار “الكاريزما التاريخية” في التحكم بمسار التنظيم.

وفي هذا السياق، وجهنا دعوة مفتوحة إلى كل من يهمه الأمر داخل حزب العدالة والتنمية: قلنا لهم الباب مفتوح، والصوت صوتكم. أيّاً كانت مواقفكم، ورؤاكم، وهواجسكم من مستقبل الحزب، فإننا في THE PRESS نضمن لكم منبراً مهنياً ومسؤولاً لإيصالها.

صحيح أن الحزب يعيش على إيقاع “هدوء غير مألوف”، لكن الأسئلة التي تراكمت منذ 2017، منذ إعفاء بنكيران، لا تزال حاضرة: هل نحن أمام مؤتمر تصحيحي أم مجرد محطة لتدوير نفس الخطاب؟ هل فعلاً أُجّل النقاش حول الأزمة البنيوية للحزب أم أنه طُمِس تحت شعار “الوحدة” و”الحكمة”؟ وهل باتت الزعامة عبئاً أكثر منها حلاً؟

أسبوع يفصلنا عن المؤتمر، وبعده سننتقل إلى مطابخ حزبية وسياسية أخرى. لكننا في هذا الأسبوع نضع العدالة والتنمية تحت المجهر، ليس من باب الاستهداف، بل من باب المسؤولية الصحفية، واحتراماً لتاريخ الحزب ومكانته، ووعياً منا بأن الإصلاح يبدأ من الشجاعة في المكاشفة.

فلتتّسع الصدور، لأن زمن المجاملة قد مضى، وزمن الصمت لا يُنجب إلا مزيداً من التآكل الداخلي. 

والحاصول.. هادا جهدنا عليكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

إدمون عمران المالح.. صوت الجمال والهوية في زمن الانكسار

المنشور التالي

دبي تمهد الطريق للمستقبل: إطلاق مركبات أجرة ذاتية القيادة

المقالات ذات الصلة