في إطار الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، احتضنت مدينة الرباط، أمس الأحد 20 أبريل 2025، لقاءً أدبياً مؤثراً خُصص لاستحضار فكر والتزام الكاتب المغربي الراحل إدمون عمران المالح. اللقاء، الذي نظم احتفاءً بمغاربة العالم، عرف مشاركة نخبة من المثقفين وعشاق الأدب، الذين توقفوا عند المحطات البارزة في مسار هذا الأديب، الذي جمع بين النضال الإنساني والوفاء لجماليات الكتابة والهوية المغربية المتعددة.
خلال هذا اللقاء، وصفت المخرجة والكاتبة سيمون بيتون إدمون عمران المالح بـ”القدوة” التي ألهمتها الجمع بين الشاعرية والسياسة، مشيرة إلى أن أعمالها السينمائية ما هي إلا امتداد لفكره وانحيازه الدائم لمن لا صوت لهم. كما تطرقت إلى شخصيته الفضولية والمنفتحة، وحرصه العميق على طرح الأسئلة الجوهرية، وحماية البعد المغربي-اليهودي في الهوية الوطنية، دون أن يتنازل عن التزامه الإنساني.
الكاتب المغربي عبد الكريم جويطي، الذي ربطته علاقة إنسانية وثقافية وثيقة بالراحل، استحضر في كلمته ملامح عشق عمران المالح للكلمة منذ طفولته، وكيف كانت الدارجة المغربية إلى جانب الفرنسية، وسيلته للتعبير عن عالم داخلي غني بالمخيال والتأمل. وأكد أن أدب المالح يمثل تجربة فريدة في الأدب المغربي، لأنه يجمع بين التجذر في التقاليد والانفتاح على الأسئلة الكونية.
وقد توج هذا اللقاء بعرض الشريط الوثائقي “ألف يوم ويوم.. الحاج إدمون” من توقيع سيمون بيتون، ليكون بمثابة لحظة بصرية مكثفة تُعيد إحياء روح هذا المفكر والأديب الذي عاش من أجل الكلمة، ومات وفي قلبه ولع لا ينتهي بالمغرب وهوياته المتعددة. إدمون عمران المالح، المولود بآسفي سنة 1917، ظل اسماً لامعاً في سماء الفكر المغربي، وترك خلفه إرثاً أدبياً وفلسفياً غنياً يستحق الاحتفاء المتجدد.