تحوّلت أزمة محلات “بلبن” من إجراءات محدودة إلى زلزال تجاري حقيقي، بعدما بدأت الثلاثاء 15 أبريل 2025 بإغلاق 11 فرعًا بعد تلقي بلاغات تفيد بإصابة ثلاثة مواطنين بأعراض تسمم حاد عقب تناولهم حلويات من فرع الشركة بمنطقة الشيخ زايد جنوب القاهرة، قبل أن تصل إلى ذروتها بإعلان الشركة,يومه الجمعة 18 أبريل 2025, وقف نشاطها بالكامل في مصر، بما يشمل 110 فروع ومصانعها ومنشآتها التشغيلية. هذه التطورات تفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات جادة حول جودة وسلامة منتجاتها، ليس فقط داخل مصر، بل في دول أخرى تحتضن فروع “بلبن” مثل المغرب.
الشركة، التي كانت تعتبر إحدى قصص النجاح المصرية في قطاع الحلويات، وجدت نفسها فجأة في مواجهة قرارات صارمة من السلطات بدعوى وجود مخالفات صحية; حيث كشفت نتائج تحاليل أنجزتها الهيئة القومية لسلامة الغداء في مصر,عن وجود بكتيريا ممرضة في العديد من المنتجات الغذائية المعدة للتداول وأن هذه البكتيريا تُعتبر من الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي، وتؤثر على الجهاز الهضمي بشكل أساسي، مضيفة أن بعض المنتجات احتوت على ألوان محظورة دوليا، بينما تم تخزين البعض الآخر بطرق غير صحيحة ما ساعد على فساد المنتجات وتغيّر خصائصها وفسادها, بالإضافة إلى مشكلات تتعلق بالتراخيص. وأمام موجة الإغلاقات المتسارعة، أعلنت “بلبن” أنها لم تعد قادرة على الاستمرار، محذّرة من مصير مجهول لـ25 ألف عامل، ومطالبة الحكومة بمهلة لتصحيح الأوضاع قبل الانهيار الكامل.


لم يبق القلق حبيس الداخل المصري، فمع اتساع رقعة نشاط “بلبن” في 9 دول عربية، بدأت مخاوف تنتقل إلى الأسواق الخارجية، وخصوصًا في المغرب (الدار البيضاء)، حيث يحظى اسم “بلبن” بحضور لافت. يذكر أن هذه التطورات أتت بعد أيام قليلة من إغلاق كافة فروع السلسلة نفسها في السعودية، إثر بلاغات مشابهة عن حالات تسمم غذائي.وبدأت التساؤلات تطرح حول مدى التزام الشركة بنفس معايير السلامة وجودة الإنتاج في فروعها الدولية.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه السلطات المصرية أن الإجراءات جاءت لحماية صحة المواطنين وتطبيق القانون، تواجه “بلبن” اختبارًا مصيريًا قد يؤثر على سمعتها إقليميًا، ويضع مستقبل توسعها الخارجي في مهب الريح.