تقع جمهورية غينيا الاستوائية في وسط إفريقيا، وتتكوّن من قسمين جغرافيين مميزين: البرّ القاري المعروف باسم “ريو موني”، وجزيرة “بيوكو” التي تحتضن العاصمة مالابو، إلى جانب جزيرة أنوبون البعيدة في المحيط الأطلسي. وتحدها الكاميرون من الشمال، والغابون من الشرق والجنوب، بينما يفتح ساحلها الغربي على خليج غينيا. ورغم مساحتها الصغيرة التي لا تتجاوز 28 ألف كيلومتر مربع، إلا أنها تتمتع بثروات طبيعية هائلة جعلتها محط أنظار القوى الاقتصادية الكبرى.
ازدهرت غينيا الاستوائية اقتصادياً منذ اكتشاف النفط في تسعينيات القرن الماضي، حيث تحولت إلى واحدة من أغنى الدول الإفريقية من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد. وقد شهدت البلاد طفرة في البنية التحتية والمشاريع العمرانية، خصوصاً في العاصمة مالابو ومدينة باتا. إلا أن هذه الثروة لم تنعكس على حياة المواطنين، إذ لا تزال نسب الفقر مرتفعة، وسط اتهامات للحكومة بسوء إدارة الموارد والفساد المالي.
تتميّز البلاد بهوية ثقافية ولغوية فريدة، إذ تُعد الإسبانية اللغة الرسمية، إلى جانب الفرنسية والبرتغالية، وهو أمر نادر في إفريقيا. وتُعتبر قبيلة الفانغ أكبر مجموعة عرقية في البلاد، وتشكل القاعدة الاجتماعية للنظام الحاكم. وتعكس الفنون والموسيقى والرقصات التقليدية مزيجاً من التأثيرات الإفريقية والإيبيرية، في مشهد ثقافي غني لكنه يعاني من غياب الترويج والانفتاح.
على الصعيد السياسي، تُصنَّف غينيا الاستوائية من بين أكثر الأنظمة انغلاقاً في العالم، حيث يحكم الرئيس تيودورو أوبيانغ نغيما البلاد منذ عام 1979، في واحدة من أطول فترات الحكم الفردي. وتواجه حكومته اتهامات دولية واسعة بانتهاك حقوق الإنسان، وتقييد الحريات، وملاحقة المعارضين، ما يجعل البلاد تحت مراقبة دائمة من المنظمات الحقوقية.
تتمتع غينيا الاستوائية بعلاقات جيدة مع المغرب، تقوم على التعاون في مجالات التعليم والتكوين والمساعدات التقنية. وتدعم بوضوح موقف المغرب في ملف الصحراء، مما يجعلها من الحلفاء الأفارقة المقربين للرباط. وتندرج هذه العلاقات في إطار التوجه المغربي لتعزيز شراكاته الاستراتيجية داخل القارة، على أساس من الاحترام المتبادل والتعاون جنوب–جنوب.