العروض المسرحية للفرقة الكركرية.. التذاكر متاحة لمن لا عقل له

من يظن أن الدين يكمن في جلباب ملون و البحث عن “نور داخلي” و”مشاهدة ربانية”، فقد وجد في الطريقة الكركرية ضالته… أو بالأحرى ضلاله. ففي زمن تتصاعد فيه الحاجة للسكينة الروحية وسط فوضى المفاهيم والاتجاهات، تطل هذه الطريقة لتبيع الوهم في عباءة “العارف بالله”، خالطة بين التصوف الشعبي والخيال المطلق.

ما تروجه الكركرية ليس تجربة إيمانية بل فكر دخيل يبعد الدين عن اصله ويستبدله بإيحاءات ومشاهدات تضعف البصيرة بدل أن تنيرها. وهذا المقال لا يناقش ظاهرة عابرة، بل يعلن موقفا واضحا ضد انحراف فكري يستغل البسطاء باسم “السرّ”، ويدعي القرب من الله بلغة لا يفهمها إلا من سلم عقله له.

أول ما يثير الانتباه في الطريقة الكركرية هو الجلباب الملون الذي يرتديه أتباعها، والذي يروج له كرمز للزهد، يزعم أنه ب12 لونا بعدد احرف “لا إله الى الله”  يطهر النفس الخبيثة على حسب ما ورد في كتاب شيخهم “الأصول النورانية”. غير أن هذا المظهر الخارجي لا يخفي حقيقة الخطاب الذي تتبناه الطريقة المبنية على الغرابة التي تأكل العقول.

و الأخطر من ذلك يتم توظيف آيات قرآنية في سياقات لا تمت إلى مقاصدها الشرعية بصلة، ما يؤدي إلى تحريف المعاني القرانية, تتبعهم فئة تائهة نفسيا سلمت عقلها دون تفكير وانساقت نحو وهم لا يغني و لا يسمن من جوع ، فبدلا من توجيههم إلى الإيمان القائم على الفهم الصحيح والمنهج السليم، تقدم لهم افكار تروج لرؤية “النور الرباني” ما يكرس الانفصال عن الواقع ويعمق من أزمة الهوية الروحية لديهم.

فمن توهم أن الطريق إلى الله يمر عبر شيخ يزعم امتلاك “السرّ”، أو أن الجنة تنال عبر جلباب ملون وهتاف لا معنى له، فقد ضل السبيل عن صراط الإسلام الواضح. فالله لم يجعل بينه وبين عباده وسيطا، بل أنزل كتابه مبينا وأرسل نبيه هاديا، وترك لنا العقل والبينة لمن شاء أن يهتدي. الدين لا يسلم لأحد، ولا يفهم بالإيحاءات بل بالعلم والفهم والصدق. فمن أراد النجاة فليعبد ربه بعقله وقرآنه، لا بخرافة تلبس ثوب الزهد وتضيع البصيرة باسم النور.

1 comment
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

“نهضة الزمامرة” يكشف هوية الشخص المسيء ل”الجيش الملكي” عبر صفحة وهمية

المنشور التالي

“Brain Rot”أو”تعفن الدماغ”: عقولنا في خطر رقمي

المقالات ذات الصلة