تشهد أروقة الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن نقاشات متصاعدة بشأن سبل تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، وذلك وسط دعوات متزايدة إلى إطلاق مفاوضات سياسية جادة وشاملة تشمل مختلف الأطراف المعنية. وتأتي هذه التحركات في سياق دعم متنامٍ لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب والذي يحظى بترحيب عدد من القوى الدولية الفاعلة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
وفي هذا الصدد صرح خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة لموقع THE PRESS، بأن النقاش الدولي في الأمم المتحدة ولا سيما في مجلس الأمن يعكس الحاجة إلى تطور منهجي كبير مع الزخم الذي تعرفه القضية على المستوى الدولي والمحلي, موضحا ان الاستمرار في النزعة العسكرية الانفصالية يعد عاملا محبطا لتوجهات الأمم المتحدة السلمية، في حين أن الأفق السياسي يفرض الدخول في مفاوضات جادة وشاملة تشمل جميع الأطراف المعنيين بالنزاع.
وأكد الشيات أن مقترح الحكم الذاتي أصبح آلية أساسية وثابتة في مسارات الأمم المتحدة، معتبرا أن طرح تقرير المصير أضحى متجاوزا ولم يعد راهنيا في السياق الحالي. كما أشار إلى أن تدخل الولايات المتحدة كطرف فاعل في هذا الملف إلى جانب فرنسا، يحمل أبعادا نفسية وقانونية وعملية بالنظر إلى علاقات البلدين الثنائية مع المغرب، مضيفا أن تقارب روسيا من الولايات المتحدة يمكن أن يسهم في دعم هذا المقترح، رغم علاقاتها المتقاربة مع الجزائر.