حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود” من الوضع الكارثي المتفاقم في قطاع غزة، واصفةً إياه بـ”المقبرة الجماعية للفلسطينيين ولمن يهبّون لنجدتهم”، وذلك نتيجة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وقالت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ في المنظمة لقطاع غزة، في تصريح لوسائل الإعلام أمس الثلاثاء 15 أبريل 2025، إن “ما نشهده اليوم هو عملية إبادة ممنهجة بحق سكان غزة، تترافق مع تهجير قسري وعجز متزايد في الاستجابة الإنسانية نتيجة انعدام الأمن والنقص الحاد في الموارد”. وأضافت أن 11 من المتعاونين مع المنظمة لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، ما يعكس – بحسب تعبيرها – “ازدراءً صارخاً بحياة العاملين في المجال الإنساني والطبي”.
وفي بيان شديد اللهجة، دعت المنظمة السلطات الإسرائيلية إلى “رفع الحصار اللاإنساني فوراً، وتأمين الحماية للمدنيين وللطواقم الإنسانية، والعمل الجاد على استعادة وقف إطلاق النار والحفاظ عليه”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل عودة العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ 18 مارس، عقب هدنة استمرت شهرين، حيث برّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التصعيد بأنه “الوسيلة الوحيدة للضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن”.
ومع استمرار الحصار، أكدت “أطباء بلا حدود” أن مخزونات الغذاء والوقود والدواء في غزة قد نفدت، مشيرة إلى نقص حاد في مسكنات الألم، أدوية الأمراض المزمنة، المضادات الحيوية، والمعدات الجراحية الأساسية.
وخلصت بازيرول إلى أن “ما يحدث ليس فشلاً إنسانياً بل هجوم سياسي متعمّد على شعب بأكمله، يُنفّذ من دون رادع”، مشيرة إلى أن القصف المتواصل يمنع فرق المنظمة من الوصول إلى المستشفيات والعيادات، حيث أُجبرت على تعليق عملها في المستشفى الأندونيسي بشمال القطاع، كما تعذر عليها العودة إلى عدة مواقع علاجية في شمال وجنوب غزة، بينها عيادة الشابورة في رفح.