الربيع في بكين … حين يتنفس الجمال

في الصين، حين يطرق الربيعُ الأبواب،
تزهر الأرض وتغنّي الأشجار،
تهبّ النسائم كأنها همساتُ عاشقٍ،
وتلبس الجبال حلّةً من سندسٍ ونوار.

بكين في هذا الفصل ليست مدينة،
بل قصيدةٌ تمشي على الطرقات،
حدائقها تفيض ألوانًا،
وهواؤها يحمل عبق الأماني والذكريات.

الزهرُ في بكين… لغة لا تحتاج إلى ترجمان
من يويوان تان حتى الحديقة النباتية،
الورد ينطق بالشغف،
وأشجار الكرز تتفتّح كأنها أحلام نائمة في حضن الضوء.

ترى السائح ينسى ازدحام الوقت،
وتضحك عيون الأطفال تحت ظلال الصفصاف،
يعود العجوز إلى مقاعد الحديقة،
ويكتب في دفاتره بيتًا عن الربيع الذي عاد كما يعود الحبيب بعد طول غياب.

الربيع ليس فقط فصلًا… إنه شفاءٌ للروح
حين يزور الربيع بكين،
تزدهر الأرواح كما تزدهر الزهور،
ويشعر السكان أن الحياة تبدأ من جديد،
أن الضحكة ممكنة، وأن الحلم لا يزال في متناول اليد.

هواء نقيّ، سماء صافية،
أغانٍ من العصافير لا تتوقف،
إنه موسم الغفران،
لكل من تأخر عن الفرح في الشتاء الطويل.

قد تتغير الأحوال، وتشتد الأزمات،
لكن ما دام في العالم ربيع،
وما دامت زهرةٌ تنبت على الرصيف،
وما دام في بكين شجرةٌ تورق بعد موت،
فإن الجمال وحده…
هو الذي سينقذ هذا العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

الحصبة في المغرب وأمستردام: تحذيرات صحية من تفشي المرض

المنشور التالي

أسود القاعة تواصل الزئير عالمياً… والمغربيات يحققن أكبر قفزة في تصنيف “فيفا” للفوتسال

المقالات ذات الصلة