فرنسا تستعد لتوزيع “دليل النجاة” لمواطنيها

في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز جاهزية المواطنين لمواجهة الأزمات المحتملة، أعلنت الحكومة الفرنسية، أمس الخميس 20 مارس 2025، عن توزيع كتيب إرشادي بعنوان “دليل النجاة”. يأتي هذا الكتيب ضمن الاستراتيجية الوطنية للقدرة على الصمود، التي أطلقتها فرنسا لمساعدة المواطنين على الاستعداد لحالات الطوارئ، سواء كانت كوارث طبيعية، أزمات صناعية، هجمات إلكترونية، أو حتى نزاعات مسلحة.

يتألف هذا الكتيب من 20 صفحة، ويحتوي على 63 نصيحة عملية حول كيفية حماية الأفراد وعائلاتهم في حالات الطوارئ. يتضمن الإرشادات كيفية التصرف عند وقوع هجمات أو كوارث، وكذلك كيفية المساهمة في الدفاع الوطني عبر الانضمام إلى فرق الاحتياط أو الإطفاء.

من أبرز التوصيات في الكتيب: تجهيز “حقيبة نجاة” تحتوي على 6 لترات من الماء، مواد غذائية غير قابلة للتلف، بطاريات، مصباح يدوي، وأدوات طبية مثل الباراسيتامول والكمادات. كما يتضمن توجيهات حول كيفية التواصل مع السلطات في حالة الطوارئ، بالإضافة إلى إرشادات للتصرف السليم أثناء انقطاع الكهرباء أو نقص الإمدادات الغذائية.

يأتي توزيع هذا الكتيب في وقت تتزايد فيه التوترات الدولية، خاصة مع الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الأمن الأوروبي. في 5 مارس 2025، ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابًا متلفزًا دعا فيه المواطنين إلى “الالتزام” والاستعداد لمواجهة “التهديد الروسي”.

وأكد ماكرون على ضرورة أن يكون الشعب الفرنسي أكثر وعيًا وقدرة على التعامل مع الأزمات المحتملة، مشيرًا إلى أن الأمن القومي يتطلب تعاونًا بين الحكومة والمواطنين. كما تأتي هذه المبادرة في سياق تعزيز القدرات الدفاعية الفرنسية، وسط مخاوف من تصعيد عسكري محتمل في أوروبا.

فرنسا ليست الدولة الوحيدة التي بدأت في تنفيذ خطط لتوعية السكان بطرق النجاة في حالات الطوارئ. السويد، على سبيل المثال، وزعت في السنوات الأخيرة كتيبات مماثلة لمواطنيها، تحثهم فيها على الاستعداد لأي طارئ، بما في ذلك إمكانية وقوع هجوم عسكري.

من المتوقع أن يبدأ توزيع “دليل النجاة” على الأسر الفرنسية قبل حلول الصيف، بعد أن حظي بموافقة رئيس الوزراء فرانسوا بايرو. وتهدف الحكومة الفرنسية إلى أن يكون هذا الكتيب في متناول الجميع، سواء في شكل نسخ ورقية أو إلكترونية، لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من المواطنين منه.

تعكس هذه الخطوة تحولًا استراتيجيًا في السياسة الفرنسية تجاه استعداد المواطنين لمواجهة الأزمات، وهو نهج أصبح ضروريًا في ظل التحديات الأمنية والجيوسياسية الراهنة. وبينما يتزايد القلق بشأن الأوضاع الدولية، يبدو أن الحكومة الفرنسية تراهن على رفع وعي السكان بدورهم في تحقيق الأمن القومي، وجعلهم أكثر استعدادًا لأي طارئ قد يهدد البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

“رايان إير” تطلق خطًا جويًا جديدًا بين مانشستر والرباط

المنشور التالي

لامين يامال يواصل صيامه خلال رمضان مع منتخب إسبانيا ومدربه يثني على أدائه

المقالات ذات الصلة