الاحتفالات الرمضانية في البحرين.. أجواء روحانية وتراث ثقافي متجدد

تشهد مملكة البحرين خلال شهر رمضان المبارك لعام 2025 أجواءً رمضانية فريدة تمتزج فيها روحانية الشهر الفضيل بالتقاليد الثقافية العريقة التي تعكس تراث المملكة الغني. وكما هو الحال كل عام، تتزين المدن البحرينية بالفوانيس والأنوار، وتقام العديد من الفعاليات التي تهدف إلى تعزيز الألفة والتواصل المجتمعي، حيث تجتمع العائلات والأصدقاء للاحتفال بهذه المناسبة المميزة وسط أجواء مليئة بالبهجة.

من بين أبرز الفعاليات الرمضانية هذا العام، يأتي “سوق البراحة” الذي يُعد نقطة جذب رئيسية للعائلات ومحبي التراث. يقدم السوق مجموعة متنوعة من المنتجات التقليدية والمأكولات الرمضانية الشهيرة، إلى جانب عروض موسيقية وفنية مستوحاة من التراث البحريني. كما تشهد العاصمة المنامة أمسيات ثقافية تحتضن عروضًا موسيقية وشعرية، مما يضفي طابعًا خاصًا على ليالي رمضان في البحرين.

إضافة إلى ذلك، يواصل البحرينيون الاحتفال بتقليد “القرقاعون”، الذي يُعد من أهم العادات الرمضانية في دول الخليج. يحتفل الأطفال بهذه المناسبة في منتصف رمضان، مرتدين الأزياء التقليدية، حيث يجوبون الأحياء لجمع الحلوى والمكسرات من الجيران في أجواء مليئة بالفرح والبهجة. هذا التقليد يعكس روح العطاء والمحبة التي تميز المجتمع البحريني خلال الشهر الفضيل.

وفي إطار الحفاظ على التراث البحريني، يشهد “مسار اللؤلؤ” فعاليات ثقافية متميزة، حيث يتم تنظيم جولات وفعاليات تسلط الضوء على تاريخ البحرين البحري وتقاليدها العريقة. ومن أبرز هذه الفعاليات، “وداع رمضان”، التي تقام في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، حيث تتجمع العائلات في مسيرة رمزية تعبر عن مشاعر التقدير والامتنان للشهر المبارك.

أما من الناحية الدينية، فتشهد المساجد البحرينية إقبالًا كبيرًا من المصلين الذين يحرصون على أداء صلاة التراويح والتهجد في أجواء روحانية مميزة. كما يُتابع البحرينيون الإمساكية الرمضانية لمعرفة مواعيد الصلوات ومواقيت الإفطار والسحور، حيث تتراوح ساعات الصيام هذا العام بين 13 و14 ساعة. بهذه الفعاليات والتقاليد المتنوعة، تواصل البحرين تعزيز هويتها الثقافية والتراثية، مقدمة تجربة رمضانية غنية تجمع بين الروحانية، الفرح، والاحتفاء بالموروث الشعبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

تقرير: تراجع طلبات لجوء المغاربة إلى أوروبا

المنشور التالي

سفراء الموسيقى الأندلسية المغربية في فرنسا.. جسر بين التراث والأجيال

المقالات ذات الصلة