سكان حي المحيط بالرباط… مطرقة الإخلاء و السندان على المجهول

في قلب العاصمة الرباط, وعلى الواجهة البحرية لحي المحيط يعيش عشرات العائلات على وقع صدمة لم تكن متوقعة, قرار بالإخلاء من منازل عاشوا تحت سقفها لأزيد من 7 عقود بدون وثائق او تبريرات واضحة, ما أثار موجة من السخط و التساؤلات حول مصير الحي و مصيرهم.

بدأت بالإصلاحات و انتهت بقرار الهدم

تبدأ تفاصيل هذا الحدث في يونيو الماضي، حيث انطلقت سلسلة من التغييرات في الحي، طُلب على إثرها من السكان إزالة الإضافات الخارجية للمنازل، وهو ما استجابوا له طوعا ، تلاه توجيه رسمي بإعادة تهيئة الواجهات على نفقتهم الخاصة، في إطار خطة تجميلية لدمج المنطقة في المشروع العمراني الجديد. غير أن الأمور أخذت منحى آخر عندما فوجئ السكان بوقف الأشغال، بحجة تنفيذ مخطط إصلاحي موحّد، وليتحول المشهد بعد ذلك إلى إعلان شفهي عن هدم المنازل، دون مستند رسمي يوضح خلفيات القرار.

أحد القاطنين في المنطقة منذ 52 عامًا، يقول: “ما زلنا ننتظر أي وثيقة رسمية تثبت أن هناك قرارًا قانونيًا بالإخلاء، لكن كل ما تلقيناه مجرد توجيهات شفهية وتفاهمات غير واضحة بين الجهات المعنية وبعض الملاك”.

ضغوط بدون مبررات واضحة

السكان المتضررون يؤكدون أن عملية الإخلاء تجري في غياب مسطرة قانونية واضحة لنزع الملكية العامة، مشيرين إلى أن التعويضات المحددة تم فرضها بشكل أحادي، دون مراعاة قيمة العقارات أو الوضع الاجتماعي للسكان. تم تحديد 13 ألف درهم للمتر المربع بالنسبة للمنازل المحفظة و10 آلاف درهم لغير المحفظة. كما ان الموقف يضع الملاك والمستأجرين في مواجهة مباشرة، حيث أن بعض الملاك الذين لا يقطنون في المنطقة وافقوا على البيع نظراً لغياب القدرة على بيع العقارات بوجود السكان داخلها، فيما يجد المستأجرون أنفسهم أمام مصير مجهول، إذ لا تضمن لهم التعويضات البدائل المناسبة.

ثرات معماري و هوية عريقة

من جانب اخر, يُنظر إلى قرار الهدم  أنه تهديد لتراث معماري يمتد لعقود. فالهوية التقليدية التي تميّز المنطقة، والتي شُيدت بأساليب تعكس الثقافة العريقة، مهددة بالاندثار لصالح مشاريع لا تزال تفاصيلها مجهولة.

نداء إلى الجهات المسؤولة

في ظل هذا الوضع، يناشد السكان المتضررون الملك محمد السادس التدخل لإنصافهم ووقف ما يصفونه بـ”عملية تهجير غير مبررة”، مطالبين بحلول عادلة تحقق توازنا بين المصلحة العامة وحقوق السكان الذين حافظوا على المنطقة وساهموا في إشعاعها لعقود.

ويبقى السؤال معلقًا: هل سيجد هؤلاء السكان حلًا يضمن لهم الاستقرار والعدالة، أم أن مصيرهم بات محسوماً في معادلة لا تزال تفاصيلها غامضة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

تصعيد خطير قبل محادثات جدة: أكبر هجوم بمسيّرات على موسكو وأوكرانيا تسعى لهدنة جزئية

المنشور التالي

مانشستر يونايتد يعلن عن خطط لبناء ملعب جديد بسعة 100 ألف متفرج

المقالات ذات الصلة