وجهت منظمات مدنية أمازيغية رسالة مفتوحة إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، نهاية الأسبوع المنصرم، بشأن الوضعية المقلقة للأمازيغية في المدرسة المغربية.
وجاء في الرسالة التي وقعتها كل من منظمة تماينوت، الجامعة الصيفية بأكادير، وكونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بالجنوب، أن “الملاحظ اليوم، بعد مرور حوالي ربع قرن، أن مادة اللغة الأمازيغية وأساتذتها يعيشون وضعية مقلقة في المدرسة المغربية، حيث أن هناك توجها نحو تكريس الميز ضد اللغة الرسمية للبلاد، والتضييق على أساتذتها، ما يعكس غياب إرادة سياسية حقيقية لإنصاف الأمازيغية”.
وأوضحت الرسالة، أن “الواقع المعاش يؤكد تملص المسؤولين من الوفاء بالالتزامات الواردة في القانون التنظيمي رقم 26.16 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكذا غياب نصوص تشريعية وتنظيمية واضحة وملزمة كفيلة بحماية اللغة الأمازيغية وأساتذتها في المشهد التربوي في المغرب، مبرزة ” الاختلالات والأعطاب التي عرفتها مباراة الولوج للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، تخصص الأمازيغية، حيث تم إقصاء خريجي شعبة الدراسات الأمازيغية الذين درسوها طيلة سنوات الإجازة في أبعادها الديداكتيكية والأدبية والتاريخية، مقابل انتقاء مترشحين لم يسبق لهم أن درسوا الأمازيغية في كل مسارهم التعليمي”.
كما نبهت التنظيمات المدنية ذاتها، من “خضوع الأمازيغية في المشهد التربوي المغربي لأهواء ومزاجية الإداريين الذين يكرسون التمييز ضدها، ويمارسون كل أشكال التضييق والضغط على أساتذتها، في تجاهل للمذكرات الوزارية التنظيمية الصادرة على امتداد أكثر من عشرين سنة، وفي ظل غياب ترسانة قانونية واضحة وملزمة من شأنها حماية هذه اللغة ووضعها التربوي والمؤسساتي وأساتذتها.”
واشتكت التنظيمات، من “استمرار تغييب اللغة الأمازيغية في مشروع مدارس الريادة وفي المصوغات والعدة التكوينية المتعلقة بالدعم وفق المستوى المناسب وكراسات الأنشطة التعليمية التعلمية المعتمدة في مدارس الريادة”.
وتأسفت التنظيمات المدنية، ل “استمرار إلزام أساتذة اللغة الأمازيغية بتدريس مواد أخرى غير اللغة الأمازيغية التي اجتازوا امتحان الولوج للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من أجل تدريسها، علما أن هناك نقصا كبيرا في أساتذة اللغة الأمازيغية، وأن العدد الحالي بعيد جدا عن تحقيق التزامات الدولة في هذا الباب”.
واختتمت التنظيمات الثلاث رسالتها، بالمطالبة ب ” التدخل العاجل من أجل إصلاح هذا الوضع المتفاقم، والقيام بما يلزم لإنصاف الأمازيغية وأساتذتها في المنظومة التربوية المغربية، وصياغة وإعلان برنامج واضح، بآجال مضبوطة، لتعميم تدريس الأمازيغية في جميع مستويات وأسلاك التعليم، وتوفير الموارد البشرية والديداكتيكية اللازمة”.