في خضم الدينامية الدبلوماسية المتواصلة التي يقودها المغرب لتعزيز موقعه الدولي وترسيخ سيادته على أقاليمه الجنوبية، برزت زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، إلى روسيا كحدث لافت يحمل في طياته رسائل متعددة الأبعاد.
فقد شهدت الزيارة مباحثات مكثفة واتفاقيات جديدة، رافقتها إشادات روسية بدور المغرب في القارة الإفريقية, ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت موسكو تتجه نحو الانفتاح على الموقف المغربي من قضية الصحراء.
و في هذا السياق صرح خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول وجدة لموقع THE PRESS أن هناك مؤشرات قوية تدل على انخراط روسيا في مسار الحل السياسي لقضية الصحراء المغربية، وفي بلورة موقف أكثر توافقا حول هذا الاتجاه.
وأوضح الشيات أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حينما سئل عن العلاقة بين مقترح الحكم الذاتي ومبدأ تقرير المصير، كانت لافتة الى ان الحكم الذاتي يعتبر شكلا من أشكال تقرير المصير وهو ما يعد ضربة مباشرة للرؤية الجزائرية وجبهة البوليساريو التي تحصر هذا المبدأ في خيار الاستفتاء فقط.
واعتبر المتحدث ذاته أن اللقاء الأخير بين بوريطة ولافروف كشف عن تحول ملموس في الرؤية الروسية، حيث شددت موسكو على ضرورة أن تكون حلول النزاعات في القارة الإفريقية سياسية وسلمية، في إشارة ضمنية لرفضها منطق الكفاح المسلح الذي تتبناه البوليساريو بدعم من الجزائر.
كما يرى الشيات أن تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وروسيا، وتوسيع مجالات التعاون الاستراتيجي بينهما، يعكس توجها جديدا لدى موسكو نحو اعتبار المقترح المغربي للحكم الذاتي إطارا واقعيا وجديا يمكن أن يشكل قاعدة لتسوية هذا النزاع بشكل نهائي ومتوافق عليه داخل الأمم المتحدة.