أصبح حلم محمد إحتارين بارتداء قميص المنتخب الوطني المغربي حقيقة، بعدما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” رسميا موافقته على تغيير الجنسية الرياضية للاعب متوسط ميدان نادي فورتونا سيتارد الهولندي. وبذلك، بات إحتارين البالغ من العمر 23 سنة، مؤهلا بشكل كامل للدفاع عن ألوان “أسود الأطلس” في الاستحقاقات المقبلة، بعد مسار طويل من الانتظار والتقلبات، توج بمجهودات مكثفة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واستجابة صادقة من اللاعب لرغبته في تمثيل بلده الأصلي.
ويعد إحتارين، المولود في هولندا سنة 2002، من أبرز المواهب التي أثارت اهتمام المتابعين في أوروبا خلال السنوات الماضية، بفضل مهاراته التقنية العالية ورؤيته المميزة داخل الملعب. غير أن مسيرته عرفت منعطفات صعبة أثرت على استقراره الرياضي والنفسي، إذ واجه سلسلة من العقبات والمشاكل الشخصية التي كادت أن تنهي مشواره الكروي مبكرا.
وفي تصريحات سابقة، عبر إحتارين عن إحباطه من التجربة الهولندية، قائلا: “إما أن أمثل المغرب أو لا مسيرة دولية على الإطلاق. المنتخب الهولندي أصبح خارج حساباتي تماما ”. وأضاف بنبرة مؤثرة: “حين كنت أمر بظروف صعبة، شعرت بأن الجميع في هولندا كان ضدي، وكانوا ينظرون إلي كمجرد مغربي. أما عندما أقدم أداء جيدا، فجأة أصبح هولنديا بالنسبة لهم. هذا التناقض شعرت به دائما، وعشته طيلة مشواري هناك”.
وأكد اللاعب أن ارتباطه بالمغرب يتجاوز حدود الكرة، قائلا: “أنا مغربي في دمي وهويتي، رغم أنني ولدت ونشأت في هولندا. الحب الذي وجدته في المغرب لا يمكن مقارنته. لن أرتدي قميص المنتخب الهولندي مرة أخرى مهما كانت الظروف”. هذا التصريح لقي تفاعلا واسعا لدى الجماهير المغربية التي رحبت بقراره واعتبرته خطوة شجاعة نحو مصالحة الذات والانتماء الحقيقي.
ويشار إلى أن إحتارين كان قد اختار في عام 2019 تمثيل المنتخب الهولندي الأول تحت قيادة المدرب رونالد كومان، حين كان يصنف من أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا. إلا أن تراجع مستواه وتقلص فرصه في اللعب مع الأندية الهولندية حالا دون استمراره في صفوف “الطواحين”. واليوم، يبدو أن اللاعب طوى تلك الصفحة نهائيا، مستعدا لفتح فصل جديد مع “أسود الأطلس”، في انتظار أن يمنحه المدرب وليد الركراكي الفرصة لتأكيد موهبته تحت الراية المغربية.