عرفت المدن المغربية نهاية الأسبوع موجة احتجاجات غير مسبوقة قادها شباب يطلق عليهم “جيل z”, رفعوا خلالها شعارات تنتقد أولويات الإنفاق الحكومي خصوصا في ظل ما اعتبروه تركيزا مفرطا على تشييد الملاعب والمنشآت الرياضية, مطالبين بتحسين أوضاع الصحة والتعليم و خلق فرص الشغل للشباب و ضمان الحق في العيش الكريم.
ويعرف “جيل z” على أنه الفئة التي ولدت تقريبا بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من الألفية الثالثة, يتميز بكونه أول جيل نشأ في بيئة رقمية بامتياز و ارتبط وعيه الجماعي بانتشار الإنترنت والهواتف الذكية، ما جعله أكثر قدرة على التواصل السريع وتبادل المعلومات مقارنة بالأجيال السابقة.
كما يعرف عن هذه الفئة الشبابية نزعتها التشكيك في الخطاب التقليدي والرغبة في التعبير الحر عن الرأي عبر المنصات الرقمية, فهي لا تعتمد بشكل كبير على الوسائط الكلاسيكية كالصحف أو القنوات التلفزية، بل تلجأ إلى شبكات مثل “تيك توك” و”إنستغرام” و”إكس” للتأثير وصياغة النقاشات العامة, و هي خاصية تمنحهم قوة مضاعفة في إيصال رسائلهم إلى جمهور واسع في وقت قياسي.
إلى جانب ذلك يصف باحثون اجتماعيون “جيل z” بأنه جيل أكثر انفتاحا على القيم الكونية مثل العدالة الاجتماعية والمساواة والبيئة مع حساسية عالية تجاه قضايا الهوية والحقوق الفردية, غير أن هذا الوعي يصطدم أحيانا بواقع اقتصادي واجتماعي صعب، حيث يواجه العديد من أفراده تحديات البطالة وغلاء المعيشة، وهو ما يفسر ميلهم إلى التعبئة والاحتجاج كوسيلة للتعبير عن مطالبهم.