رحيل سعيد الجديدي.. رائد الصحافة الناطقة بالإسبانية بالمغرب

انتقل إلى عفو الله، أمس السبت 27 شتنبر 2025، الإعلامي والروائي المغربي سعيد الجديدي، أحد أبرز رواد الصحافة الناطقة بالإسبانية وأول مقدم لنشرات الأخبار بهذه اللغة في التلفزيون المغربي. وقد تناقلت مصادر متطابقة خبر الوفاة، منها الإعلامي عتيق بن شيكر، والحسن بن علي الكتاني، رئيس رابطة علماء المغرب العربي، الذي نعاه بكلمات مؤثرة، مشيدا بخصاله ودماثة خلقه.

وينحدر الراحل من مدينة تطوان، وبالضبط من حي عين خباز، حيث ترعرع وسط أسرة علمية عريقة لها جذور دينية وثقافية عميقة بالمنطقة. وقد ارتبط اسمه بمسار طويل في الإعلام الوطني، إذ برز منذ أواخر الستينيات كمراسل صحفي لجرائد إسبانية من الرباط، قبل أن يلتحق بالإذاعة الوطنية عبر برنامج “أصداء نسائية”، ليواصل بعد ذلك رحلة مهنية امتدت لنحو أربعة عقود داخل التلفزة المغربية.

على الشاشة، تميز الجديدي بصوته الهادئ وحضوره الواثق، مما جعله من الوجوه المألوفة للمغاربة المتابعين للنشرات الإخبارية بالإسبانية. وبموازاة مساره الإعلامي، كان أيضا مترجما وكاتبا أدبيا، نقل إلى الإسبانية أعمالا إسلامية مرجعية مثل “الشمائل المحمدية” و”رسالة ابن أبي زيد القيرواني”، كما أبدع في مجال الرواية والكتابة الأدبية، مما جعله أحد أبرز الوجوه الثقافية التي عملت على ترسيخ حضور اللغة الإسبانية في المغرب.

وقد نال الراحل اعترافا وطنيا ودوليا بجهوده، حيث وشح سنة 2018 بوسام الاستحقاق من الدولة الإسبانية، عرفانا بدوره في تعزيز جسور التواصل الثقافي بين المملكتين. وظل سعيد الجديدي، إلى جانب مساره الإعلامي والأدبي، مثالا في التواضع والبشاشة والمحافظة على القيم الدينية، ليبقى رحيله خسارة كبيرة للساحة الإعلامية والثقافية المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

المغرب يرسم ملامح زراعة المستقبل في أفق 2050

المقالات ذات الصلة