اعترف المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، بوجود اختلافات جوهرية في مواقف حكومتيهما تجاه النزاع في غزة، وذلك عقب محادثات ثنائية جمعتهما، أمس الخميس 18 شتنبر 2025، في مدريد. وأوضح ميرتس خلال مؤتمر صحفي مشترك أن برلين ومدريد توصلتا إلى “استنتاجات مختلفة” بشأن الوضع، مشددا على أن ألمانيا تظل “بحزم” إلى جانب إسرائيل، رغم وصفه الرد العسكري الإسرائيلي في القطاع بأنه “غير متناسب”.
وفي الوقت الذي أكد فيه ميرتس ضرورة إتاحة المجال لانتقاد الحكومة الإسرائيلية مع رفض أي تحريض على الكراهية ضد اليهود، تجنب وصف العمليات العسكرية الإسرائيلية بأنها “إبادة”، خلافا لسانشيز. كما شدد على أن مسألة الاعتراف بدولة فلسطينية ليست مطروحة على جدول أعمال حكومته حاليا، في وقت كانت مدريد قد اتخذت خطوة الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، ما زاد من حدة التباين في مواقف العاصمتين.
وبخصوص العقوبات الأوروبية المقترحة على إسرائيل، أوضح ميرتس أن برلين لم تحسم موقفها بعد، مشيرا إلى أن القرار النهائي سيعرض خلال اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن مطلع أكتوبر المقبل. وفي المقابل، عبر سانشيز عن دعمه الكامل لهذه العقوبات، محذرا من أن استمرار الحملة العسكرية في غزة سيؤدي إلى “مزيد من العزلة” لإسرائيل داخل المجتمع الدولي.
وتأتي هذه المواقف لتكرس صورة إسبانيا كإحدى أشد الحكومات الأوروبية انتقادا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وللحملة العسكرية على غزة. وكان سانشيز قد دعا مطلع الأسبوع إلى منع إسرائيل من المشاركة في الأحداث الرياضية الدولية، مبررا ذلك بالوضع الإنساني الكارثي في القطاع، حيث أكدت الأمم المتحدة وقوع مجاعة نتيجة الحصار المستمر والعمليات العسكرية.