أعلنت منظمة الصحة العالمية عن استمرار تفشي وباء الكوليرا بشكل مثير للقلق عبر عدد من مناطق العالم، حيث تم تسجيل أكثر من 409 آلاف إصابة ونحو 4738 وفاة في 31 دولة منذ بداية 2024 وحتى منتصف غشت.
وأوضحت المنظمة أن الأوضاع الإنسانية الصعبة الناتجة عن النزاعات المسلحة والفقر والتغيرات المناخية، ساهمت في تفاقم انتشار المرض لاسيما في المناطق الريفية المتضررة من الفيضانات وضعف الخدمات الصحية.
ورغم تسجيل انخفاض في عدد الإصابات مقارنة بالسنة الماضية بنحو 20 في المائة، إلا أن حصيلة الوفيات ارتفعت بنسبة 46 في المائة، ما يشير بحسب المنظمة إلى قصور في التشخيص المبكر وصعوبة الحصول على العلاج.
وتصدرت جمهورية الكونغو الديمقراطية وتشاد قائمة أعلى معدلات الوفيات، بينما كان السودان الأكثر تضررا على المستوى العالمي بأكثر من 2400 وفاة في 17 ولاية خلال عام واحد.
وأكدت المنظمة أن الكوليرا التي تعود جذورها إلى القرن التاسع عشر، ما تزال تمثل تهديدا صحيا عالميا يعكس غياب المساواة في الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.
و أشارت المنظمة إلى أن معظم الإصابات يمكن علاجها بسهولة إذا توفرت الإمكانيات الطبية، غير أن ضعف البنية التحتية في الدول المتأثرة يجعل المرض قاتلا في كثير من الحالات.
وتستند الجهود الدولية حاليا إلى “خريطة طريق 2030” التي وضعتها فرقة العمل العالمية لمكافحة الكوليرا، تهدف إلى خفض الوفيات بنسبة 90 في المائة والقضاء على المرض في 20 دولة بحلول هذا التاريخ.
وتعتمد هذه الاستراتيجية على الكشف المبكر عن الفاشيات والاستجابة السريعة لها، مع تركيز الجهود على المناطق الأكثر عرضة، إلى جانب دعم الحكومات بخطط وطنية للتصدي للمرض وتعبئة الموارد وتنسيق الشراكات الدولية.
وشددت منظمة الصحة العالمية على أن مواجهة الوباء تتطلب استثمارات أكبر في شبكات المياه والصرف الصحي، إلى جانب تعزيز الترصد الوبائي وتوسيع حملات التلقيح الفموي, داعية المجتمع الدولي إلى مضاعفة الاستثمارات في الوقاية والتأهب والاستجابة لتفادي كوارث إنسانية أوسع في السنوات المقبلة.
