أعلنت شركة “سبيس إكس” المملوكة لإيلون ماسك عن إلغاء إطلاق صاروخ “ستارشيب”في مهمته العاشرة، وذلك قبل نحو 30 دقيقة فقط من الموعد المحدد. وكان من المقرر أن تجري عملية الإطلاق أمس الأحد 24 غشت 2025 من قاعدة الشركة في ولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة، في الساعة 7:35 مساء بتوقيت شرق البلاد (23:35 بتوقيت غرينتش)، غير أن خللا تقنيا في الأنظمة الأرضية أجبر الشركة على تأجيل العملية إلى موعد لاحق لم يحدد بعد.
وكانت الاستعدادات قد بلغت مرحلة متقدمة، إذ جهز الصاروخ المكون من مرحلتين، “سوبر هيفي” بارتفاع 770 مترا و”ستارشيب” بارتفاع 52 مترا، على منصة الإطلاق في قاعدة “ستاربيز”. واعتبرت “سبيس إكس” أن قرار الإلغاء ضروري لإتاحة الوقت الكافي لمعالجة المشكلات التقنية، خاصة بعد إخفاقات متكررة واجهت البرنامج في محاولات سابقة.
وخلال هذا العام وحده، شهد “ستارشيب” عددا من الانتكاسات، بينها فشل مهمتين تجريبيتين في الفضاء وفشل آخر على منصة الاختبار في يونيو، حيث أدى انفجار ضخم إلى تطاير الحطام نحو الأراضي المكسيكية. وعلى الرغم من هذه الإخفاقات، واصلت الشركة إنتاج نسخ جديدة من الصاروخ بسرعة من أجل تكثيف الاختبارات وتجاوز التعثرات التقنية.
ويرى مراقبون أن هذه التحديات تبرز حجم التعقيدات المرتبطة بتطوير الصاروخ، الذي يفترض أن يكون مجهزا بدفع أقوى ودرع حراري أكثر متانة وأغطية توجيه أكثر صلابة، وهي عناصر أساسية لضمان نجاح إعادة استخدامه. ويعتبر ذلك جزءا من الرؤية الاستراتيجية لإيلون ماسك لتقليل تكاليف السفر الفضائي وإتاحة الرحلات المتكررة إلى الفضاء البعيد.
ويظل “ستارشيب” محورا رئيسيا في خطط “سبيس إكس”، إذ تعول عليه وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” للهبوط على سطح القمر بحلول 2027، كما يطمح ماسك إلى توظيفه مستقبلا في إرسال بعثات مأهولة إلى المريخ. وإلى جانب ذلك، يرتبط نجاح الصاروخ بمشروع “ستارلينك” للإنترنت الفضائي، الذي يحتاج إلى قدرات رفع هائلة لإطلاق أعداد كبيرة من الأقمار الصناعية إلى المدار.
