تصاعدت حدة التوتر بين جنوب السودان وأوغندا عقب اشتباكات حدودية دامية نهاية الشهر الماضي أودت بحياة ستة أشخاص، بينهم خمسة جنود من جنوب السودان وجندي أوغندي. وفي محاولة لاحتواء الموقف، أعلن الجيشان عن بدء تحقيق مشترك، وسط غياب رواية موحدة لأسباب اندلاع القتال، وتبادل اتهامات مبطنة بين الطرفين.
ورغم العلاقات العسكرية التاريخية التي جمعت جوبا وكمبالا، فإن المواجهة الأخيرة ألقت بظلال ثقيلة على التحالف الذي دعم فيه الجيش الأوغندي الرئيس سلفا كير ضد خصمه رياك مشار لسنوات. وقد أكد قائدا الجيشين، خلال اتصالات رفيعة المستوى، على “الحاجة العاجلة لوقف التصعيد”، مع تشكيل لجنة من 14 عضوا لبحث “الأسباب الدقيقة” للحادثة.
غير أن مراقبين يرون أن الاشتباك قد يكون عرضا لأزمة أعمق، إذ يجيء في سياق توترات داخلية في جنوب السودان واتهامات دولية سابقة للقوات الأوغندية باستخدام أسلحة محرمة، وهو ما تنفيه كمبالا. ومع استمرار الغموض، يبقى السؤال: هل ينجح التحقيق المشترك في إنقاذ التحالف، أم أن شرارة النزاع ستشعل جبهة جديدة في قلب المنطقة؟