عيد العرش (ملف خاص).. سفيرة السودان تؤكد لـTHE PRESS عمق التعاون بين الخرطوم والرباط

ترتبط المملكة المغربية وجمهورية السودان بعلاقات تاريخية عميقة، رسختها أواصر الدين واللغة والانتماء المشترك إلى الفضاءين العربي والإفريقي. وعلى امتداد العقود الماضية، ظل البلدان يتقاسمان إرثا مشتركا من التضامن والدعم المتبادل، في قضايا التنمية والاستقرار والتكامل الإقليمي، داخل أطر ثنائية ومتعددة الأطراف.

وقد تعززت هذه العلاقات بعد عودة السودان إلى محيطه العربي والإفريقي عقب التغيرات السياسية التي شهدها، وهو ما أعطى دفعة جديدة لفتح آفاق تعاون أرحب، سواء على المستوى الحكومي أو بين الفاعلين الاقتصاديين والثقافيين ومؤسسات التعليم العالي. وفي ظل رؤية الملك محمد السادس لتعاون جنوب-جنوب مبني على الندية والتكامل، يجد السودان نفسه شريكا طبيعيا للمغرب في مجالات عديدة، من الزراعة والصناعة إلى التعليم والتبادل التجاري

وفي إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، وجهت سعادة السفيرة مودة عمر حاج التوم، سفيرة جمهورية السودان لدى المملكة المغربية، رسالة تهنئة خاصة إلى الملك محمد السادس وإلى الشعب المغربي، مشيدة بما حققته المملكة من إنجازات تنموية تحت قيادة جلالته، ومعبرة عن تطلع بلادها لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وفي تصريح خصت به THE PRESS، نوهت السفيرة السودانية إلى عمق العلاقات المغربية السودانية، قائلة: “أرجو أن أزجي أحر التهاني وأصدق التبريكات وخالص التمنيات لجلالة الملك محمد السادس وللشعب المغربي الشقيق بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد. كما أثمن عاليا التنمية الكبيرة والمتوازنة التي باتت تشهدها كل جهات المملكة المغربية تحت القيادة الحكيمة لجلالته.”

كما أكدت السفيرة على أهمية الرؤية الملكية لتعاون جنوب-جنوب، مشيرة إلى أن هذه المقاربة “أسهمت في الوصول لمقاربات إفريقية-إفريقية ذات بعد استراتيجي سيكون لها أثرها الإيجابي في تعزيز الأمن والاستقرار في قارتنا.”

وحول واقع وآفاق العلاقات بين البلدين، اعتبرت السفيرة مودة أن الروابط التي تجمع بين المغرب والسودان “ضاربة في عمق التاريخ وطدتها أواصر اللغة والدين والانتماء الجغرافي للقارة الإفريقية والمنطقة العربية”.
لكنها في الوقت ذاته رأت أن “الواقع الحالي يظل صعبا نوعا ما نظرا للظروف السياسية العسكرية التي يشهدها السودان”، مضيفة أن “التعاون بين البلدين أحد المرتكزات التي يمكن أن تدفع نحو تعزيز الإستقرار والأمن في ظل التحديات الإقليمية التي تشهدها المنطقة”.

وفيما يخص مجالات التعاون القائمة، أوضحت السفيرة مودة عمر حاج التوم أن العلاقات السودانية المغربية تؤطرها اتفاقيات ثنائية في ميادين التجارة والثقافة والتعليم العالي، بالإضافة إلى وجود لجنة وزارية عليا مشتركة ولجنة للتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية.

وشهد عام 2022 عقد اجتماعات اللجنة الفنية للتعاون الفلاحي، فيما تم خلال السنوات الأخيرة تبادل الزيارات بين مسؤولين حكوميين من البلدين، همت مجالات الصناعة، الطيران المدني، الإصلاح الإداري، والتحول الرقمي, كما أشارت السفيرة إلى التعاون الأكاديمي المتنامي بين الجامعات السودانية ونظيراتها المغربية، باعتباره “أحد أبرز أشكال التعاون الحالي”.

وفي ما يتعلق بالآفاق المستقبلية، أكدت السفيرة تطلع بلادها إلى تفعيل الاتفاقيات التجارية الموقعة, الانضمام إلى اتفاقية أكادير للتجارة الحرة, الاستفادة من التجربة المغربية في الفلاحة، خاصة “مخطط الجيل الأخضر”, الاستفادة من نماذج المناطق الصناعية الحرة والموانئ المغربية, توسيع عدد المنح الدراسية الأكاديمية والمهنية, وتطوير مجالات إصلاح الإدارة العمومية والتحول الرقمي.

تشكل ذكرى عيد العرش المجيد مناسبة وطنية عزيزة يستحضر فيها المغاربة ومعهم أصدقاء المملكة مسارا حافلا بالإصلاحات والإنجازات في ظل القيادة الملكية الرشيدة. ويمثل تصريح السفيرة السودانية مودة عمر حاج التوم شهادة صادقة على المكانة التي تحظى بها المملكة لدى شركائها في القارة الإفريقية، ورسالة أمل لتطوير علاقات ثنائية ترتقي إلى مستوى الإمكانات والتحديات المشتركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

عيد العرش (ملف خاص).. المغرب وبريطانيا.. انطلاقة مرحلة متجددة في الشراكة السياسية والاقتصادية

المنشور التالي

عيد العرش (ملف خاص).. كوت ديفوار نموذج لشراكة إفريقية متجذرة في عهد الملك محمد السادس

المقالات ذات الصلة