أسدل الستار مساء الجمعة 25 يوليوز 2025 بمدينة طنجة على فعاليات المنتدى الإقليمي للاقتصاد الأخضر حول المدن المحايدة للكربون، بإصدار “إعلان طنجة” الذي دعا إلى تسريع التحول البيئي في القارة الإفريقية. وشكل الإعلان تتويجاً ليومين من النقاشات المكثفة التي جمعت أكثر من 400 مشارك في إطار 30 ورشة عمل، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وبمبادرة من المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر ودعم عدة مؤسسات مغربية وإفريقية.
ركز إعلان طنجة على 15 التزاماً استراتيجياً، أبرزها إدماج أهداف الحياد الكربوني في التخطيط الحضري والاستراتيجيات المناخية المحلية، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم مشاريع الطاقة المتجددة، والنقل النظيف، والزراعة الذكية مناخياً، والحلول الرقمية والمباني الخضراء. كما تم التشديد على أهمية الحلول القائمة على الطبيعة، مثل إعادة التشجير وحماية السواحل، لضمان استدامة المدن الإفريقية.
ودعا المشاركون إلى إنشاء آلية شفافة للرصد والتقييم تستند إلى مؤشرات واضحة لتتبع التقدم في مسار التحول الأخضر، مع دعم قرارات قائمة على الأدلة وتعزيز تبادل الخبرات الإقليمية والمساءلة. كما تم التأكيد على أهمية إشراك الشباب، ودعم البحث العلمي، والابتكار، والذكاء الاصطناعي، وتيسير الولوج إلى التمويل المناخي كعوامل حاسمة لمواجهة تحديات التغير المناخي في إفريقيا.
واختُتم المنتدى بتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بالأحرف الأولى بين مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، تهدف إلى مواكبة مشاريع التنمية الجهوية وتحفيز مبادرات الانتقال البيئي، بما يتماشى مع التزامات المغرب المناخية وبرامجه التنموية. يشكل إعلان طنجة بذلك مرجعية إقليمية لتعزيز دور المدن الإفريقية كقلاع أولى في مواجهة التغير المناخي وتحقيق التنمية المستدامة.