تشهد مدينة الداخلة، إحدى أبرز الوجهات السياحية في جنوب المملكة، انطلاق مرحلة تصوير الفيلم العالمي الجديد “الأوديسة”، من توقيع المخرج البريطاني الشهير كريستوفر نولان، الحائز على عدة جوائز أوسكار، وذلك في إطار إنتاج سينمائي ضخم تتجاوز ميزانيته 250 مليون دولار. ويأتي هذا المشروع ليؤكد تموقع الداخلة كوجهة سينمائية عالمية جديدة، بفضل جهود الوزارة في جذب الاستثمارات السينمائية والإنتاجات الكبرى بعد التجارب الناجحة في ورزازات.

وخلال زيارة ميدانية للمنطقة، حلّ محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، رفقة رضا بنجلون، المدير الجديد للمركز السينمائي المغربي، للوقوف على الترتيبات اللوجستيكية والتقنية المرتبطة بانطلاق تصوير هذا المشروع السينمائي العالمي. وقد جرى خلال الزيارة لقاء مع المخرج كريستوفر نولان، والممثلة العالمية تشارليز ثيرون، إلى جانب المنتجين التنفيذيين توماس هايسليب وزكرياء العلوي، حيث تم استعراض مختلف مراحل التحضير لهذا العمل الذي يُرتقب أن يشكّل محطة مفصلية في تعزيز جاذبية الداخلة كموقع تصوير دولي بامتياز.

ويرتقب أن يدمج فيلم “الأوديسة” بين عناصر الخيال والملحمة الإنسانية في قالب بصري رفيع، مستفيدا من التنوع الطبيعي والمشهد الصحراوي الخلاب الذي تزخر به الداخلة، بما في ذلك الكثبان الرملية والمحيط الأطلسي، ما يجعل من المدينة فضاء مفتوحا للإبداع السينمائي المعاصر. ويأتي اختيار المغرب، وتحديدًا جهة الداخلة وادي الذهب، ليؤكد مرة أخرى على المكانة المتنامية للمملكة كوجهة مفضلة للإنتاجات السينمائية الكبرى، بفضل البنية التحتية المتطورة، والتسهيلات الإدارية، والاستقرار الأمني، فضلا عن الكفاءات الوطنية في مجال الدعم الفني والتصوير.
ويندرج هذا المشروع الفني في إطار دينامية ثقافية وسينمائية جديدة، تسعى من خلالها المملكة إلى تعزيز إشعاعها الدولي كمنصة للإنتاج المشترك بين كبريات الاستوديوهات العالمية، خصوصا بعد نجاح تجارب سابقة مثل “Gladiator”، و“Game of Thrones”، و“Mission Impossible”. وسيساهم تصوير “الأوديسة” بالداخلة في تحريك العجلة الاقتصادية المحلية، وخلق فرص شغل مؤقتة في صفوف شباب الجهة، إلى جانب التسويق الترابي والثقافي للمنطقة على نطاق عالمي، من خلال شاشة السينما. ومن المرتقب أن تستمر عمليات التصوير لعدة أسابيع، على أن يتم لاحقا استكمال مراحل ما بعد الإنتاج بالولايات المتحدة وأوروبا، على أن يعرض الفيلم في صالات السينما العالمية في صيف سنة 2026