انطلقت، أمس الأحد 6 يوليوز 2025، نسخة جديدة من مهرجان “سان فيرمين” الشهير في مدينة بامبلونا شمالي إسبانيا، والذي تتخلله فعالية “الجري مع الثيران” المثيرة للجدل، وسط أجواء غير معتادة طبعها الحضور القوي للقضية الفلسطينية. وجرى حفل الافتتاح التقليدي المعروف بـ”تشوبيناثو” عند منتصف النهار، بإطلاق صاروخ رمزي من شرفة مبنى البلدية إيذانا بانطلاق المهرجان الذي يستمر تسعة أيام ويجذب آلاف الزوار من داخل البلاد وخارجها.

وهذا العام، أسندت مهمة إطلاق المراسم إلى نشطاء من منصة “يالا نافارا كون باليستينا”، بعد فوزهم بتصويت شعبي منحهم شرف افتتاح الاحتفالات. وتعرف هذه المنصة بمواقفها السياسية الداعمة للفلسطينيين، إذ تتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة، وتطالب بقطع جميع العلاقات الرسمية معها. وقد أوكلت إلى ثلاثة من أعضاء المنصة مهمة إطلاق الصاروخ التقليدي من شرفة دار البلدية، فيما اقتصر الهتاف، وفق قواعد المهرجان، على العبارة الرمزية: “يعيش سان فيرمين!”.
وقال إدواردو إيبيرو ألبو، أحد ممثلي المنصة، في تصريح صحافي: “هذه لحظة لإسماع صوت فلسطين”، مضيفا أن الحدث يمنح فرصة نادرة لتسليط الضوء على المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة. ويأتي هذا التحرك الرمزي في سياق استمرار الحرب الدامية التي اندلعت في أكتوبر 2023، وخلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، وسط نداءات دولية متكررة لوقف القتال دون استجابة فعلية من الجانب الإسرائيلي.
ويعد مهرجان “سان فيرمين” أحد أبرز التظاهرات الثقافية في إسبانيا، حيث يمتزج الطابع الديني بالفلكلور الشعبي، ويشتهر عالميا بفعالية “الجري مع الثيران” التي تقام يوميا في شوارع بامبلونا القديمة. لكن نسخة هذا العام حملت نبرة سياسية واضحة، بعدما تحولت منصة الافتتاح إلى منبر للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ما يعكس تنامي الدعم الشعبي الدولي لقضيتهم حتى في مناسبات غير سياسية الطابع.