المغرب ينافس جزر الكناري كوجهة شتوية مفضلة لدى البريطانيين

في تحول لافت على خريطة السياحة الشتوية في أوروبا، بدأ المغرب يرسخ مكانته كوجهة مفضلة لدى السياح البريطانيين، على حساب مناطق تقليدية طالما احتكرت السوق مثل جنوب جزيرة غران كناريا الإسبانية. وباتت مدن مغربية مثل مراكش وأكادير والصويرة تستقطب اهتماما متزايدا من الزوار القادمين من بريطانيا، وفق ما أكدته صحيفة Maspalomas24h، التي تحدثت عن “نزيف سياحي” واضح من جزر الكناري نحو المملكة المغربية.

و يعود هذا التراجع المفاجئ في تدفقات السياح البريطانيين نحو إسبانيا، وخاصة مدينة ماسبالوماس، حسب مهنيين إسبان إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها العروض المغربية التنافسية، ووفرة فنادق عصرية بأثمنة مناسبة، إضافة إلى شواطئ أقل ازدحاما وخدمة سياحية تتسم بالترحيب والمرونة. وفي المقابل، أصبحت بعض المدن الإسبانية تعاني من مظاهر التذمر المحلي من السياحة الجماعية، ما انعكس في تنامي الشعور بعدم الترحيب الذي عبر عنه عدد من الزوار البريطانيين على منصات التواصل الاجتماعي.

ويبدو أن شركات الطيران الكبرى مثل Ryanair وEasyJet وJet2 التقطت هذه المؤشرات الجديدة، فبادرت إلى إعادة رسم مسارات رحلاتها لصالح الربط المباشر مع مدن مغربية، متخلية تدريجيا عن خطوطها التقليدية نحو جزر الكناري. خطوة اعتبرتها الصحيفة الإسبانية “كارثية” بالنظر إلى الرهان الكبير الذي كانت تعقده الجزر على موسم 2025/2026 لتعويض الخسائر التي خلفتها احتجاجات العام الماضي ضد السياحة المفرطة.

وفي المقابل، يواصل المغرب تعزيز ديناميته السياحية من خلال استثمارات مكثفة لتحسين بنيته التحتية وخدماته الفندقية، إلى جانب تنسيق وثيق مع وكلاء السفر الأوروبيين. ويرى مراقبون أن المملكة باتت تفرض نفسها كبديل مستقر وآمن في السوق السياحية الشتوية، مستفيدة من موقعها الجغرافي القريب وتنوع عرضها الثقافي والطبيعي، في وقت تبحث فيه أوروبا عن وجهات جديدة وأكثر استدامة بعيدا عن الاحتقان المحلي في بعض المناطق السياحية الكلاسيكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

تراجع في تحويلات مغاربة العالم ب2,8% رغم الانتعاش السياحي

المنشور التالي

تفكيك خلية موالية لـ “داعش”بين تطوان وشفشاون

المقالات ذات الصلة