قراصنة يهددون بنشر رسائل مسروقة من دائرة ترامب في ظل إتهام أمريكا لإيران

هدد قراصنة إنترنت يعتقد أنهم مرتبطون بإيران، بالكشف عن مزيد من رسائل البريد الإلكتروني التي قالوا إنهم استولوا عليها من حسابات مسؤولين مقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك بعد توزيع دفعة سابقة منها على وسائل الإعلام خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وأوضح القراصنة، الذين عرفوا أنفسهم بالاسم المستعار “روبرت”، في دردشة مع وكالة “رويترز”، أن بحوزتهم قرابة 100 غيغابايت من البيانات المسروقة تعود إلى شخصيات بارزة من بينها سوزي وايلز، محامية ترامب ليندسي هاليجان، المستشار روجر ستون، والممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانيالز.

ورغم امتناع المجموعة عن تقديم تفاصيل واضحة حول محتوى الرسائل أو خططها لنشرها، ألمحت, وفقا ل”رويترز”, إلى احتمال بيع هذه المواد. وكانت المجموعة ذاتها قد ظهرت قبيل انتخابات العام الماضي، مدعية اختراق حسابات مقربين من ترامب، وموزعة بعض الرسائل على الصحافيين. وراجعت وكالة “رويترز” في حينه جزءا من هذه الرسائل، بينها واحدة تشير إلى اتفاق مالي بين ترامب ومحامي المرشح السابق روبرت كينيدي جونيور، الذي يشغل حاليا منصب وزير الصحة في حكومة ترامب.

وفي حين لم تحدث التسريبات السابقة تغييرات جوهرية في نتائج السباق الرئاسي الذي انتهى بعودة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن الاتهامات الموجهة لإيران بشأن العملية تظل قائمة. فقد أفادت وزارة العدل الأميركية، في لائحة اتهام صدرت شتنبر الماضي، بأن الحرس الثوري الإيراني هو من يقف خلف المجموعة، لكن القراصنة رفضوا تأكيد أو نفي هذا الإدعاء خلال تواصلهم الأخير مع “رويترز”.

واللافت أن المجموعة كانت قد أعلنت توقفها عن النشاط بعد انتخاب ترامب، لكنها عادت إلى الواجهة في ماي الماضي، عقب تصعيد عسكري دام 12 يوما بين إيران وإسرائيل، بلغ ذروته بقصف أميركي استهدف مواقع نووية إيرانية. وقال القراصنة إن استئناف نشاطهم مرتبط بهذه التطورات، وإنهم يعتزمون بيع الرسائل المسروقة في إطار ما وصفوه بـ”عملية منظمة”.

وحسب مصادر إعلاميةة يرى فريدريك كاجان، الباحث في معهد “أميركان إنتربرايز”، أن هذه التحركات تعكس محاولة إيرانية للرد بوسائل غير تقليدية على ما تعرضت له من خسائر في النزاع مع إسرائيل والولايات المتحدة. وقال: “من المرجح أن طهران لجأت إلى أدوات التجسس السيبراني لشن هجمات انتقامية لا تستدعي ردا عسكريا مباشرا، وهو ما يجعل تسريب رسائل البريد الإلكتروني وسيلة ضغط محتملة دون إشعال مواجهة كبرى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

رصد 500 مليون درهم لتوسيع برنامج التكوين المهني ليشمل 100 ألف مستفيد

المنشور التالي

“نيكست ليفل” يتوج المغرب في سماء الروبوتات العالمية

المقالات ذات الصلة