الهلال يصعق مانشستر سيتي وبونو يتوّج نفسه “ملك المرمى” في ملحمة أورلاندو

دخل نادي الهلال السعودي التاريخ من أوسع أبوابه، عندما أسقط العملاق الإنجليزي مانشستر سيتي بنتيجة 4-3 في مباراة فجر يومه الثلاثاء 1 يوليوز 2025 برسم ثمن نهائي كأس العالم للأندية 2025، ليصبح أول فريق عربي يهزم بطل أوروبا في الأدوار الإقصائية للمسابقة. هذه المباراة، التي احتضنها ملعب “كامبينغ وورلد” في أورلاندو الأميركية، تجاوزت حدود المنافسة الرياضية، وتحولت إلى ملحمة كروية كتبت فيها “الرجولة”، والإصرار، كان بطلها بلا منازع، الحارس المغربي ياسين بونو.

جاءت أهداف اللقاء السبعة لتترجم إيقاعا جنونيا لم يتوقف على امتداد 120 دقيقة من الصراع الكروي الخالص. افتتح مانشستر سيتي التسجيل مبكرا في الدقيقة 9 عن طريق البرتغالي بيرناردو سيلفا، في لقطة أثارت الجدل بعد لمسة يد على زميله أيت نوري. لكن الهلال، وبعد صمود دفاعي في الشوط الأول، عاد بقوة مطلع الشوط الثاني، حيث أدرك البرازيلي ماركوس ليوناردو التعادل في الدقيقة 46، قبل أن يضيف مواطنه مالكوم الهدف الثاني في الدقيقة 52. لم ينتظر السيتي طويلًا ليرد، فسجل إرلينغ هالاند هدف التعادل في الدقيقة 55، لتتجه المباراة إلى الأشواط الإضافية بعد نهاية الوقت الأصلي بنتيجة 2-2. في الدقيقة 94، تقدم الهلال مجددا عبر المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي، لكن فيل فودين أعاد الأمور إلى نقطة الصفر بهدف ثالث للسيتي في الدقيقة 104. وبينما كانت المباراة تسير نحو ركلات الترجيح، عاد ليوناردو ليهز الشباك بهدف رابع قاتل في الدقيقة 112، حاسما “ملحمة أورلاندو” لمصلحة الزعيم السعودي.

بونو لم يكن مجرد حارس، بل كان درع الهلال الحصين في أكثر لحظات المباراة توترا؛ 6 تصديات حاسمة خلال الوقت الأصلي، ومثلها في الأشواط الإضافية، بلقطة خرافية أمام تسديدة هالاند، ثم ارتقاء خرافي في الدقيقة 118 أمام رأسية دوكو، حافظ بها على التفوق، وعلى عبور الهلال إلى ربع النهائي. وفي تصريح بيب غوارديولا بعد اللقاء، قال: “بونو أوقف كل شيء. لا أملك ما أضيفه”، لخص كل شيء: نحن أمام أحد أفضل حراس العالم حاليا، يلعب بعقلية كأس العالم.

وبفوزه على مانشستر سيتي، وضع الهلال نفسه في خانة الكبار، لا كفريق عابر، بل كـممثل حقيقي للكرة العربية في فضاء عالمي شديد التنافسية. ويستعد الفريق الأزرق لملاقاة فلومينينسي البرازيلي في ربع النهائي، في مواجهة واعدة بالندية، ومرشحة لأن تكون محطة جديدة في حكاية عربية تكتب الآن، لا في كتب التاريخ، بل على عشب الملاعب وأمام أعين العالم. فالهلال أثبت أن الطموح لا جنسية له، وبونو أثبت أن الحارس المغربي العربي قادر على فرض صوته في أعلى درجات المسابقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

أخنوش: الإصلاحات مستمرة في المغرب والتمويل يفرض تعبئة إضافية

المنشور التالي

تقرير: 62% من السجناء بالمغرب عازبون و5800 مدان في ملفات فساد

المقالات ذات الصلة