في سابقة علمية مثيرة، نجح فريق من الباحثين في المركز الأوروبي للأبحاث النووية (CERN) في تحويل الرصاص إلى ذهب باستخدام تقنيات فيزيائية متقدمة تستند إلى تسريع الجسيمات. ووفق ما نقلته صحيفة “ماركا” الإسبانية، فقد استخدم العلماء نوعا خاصا من الرصاص وعرضوه لتسارع كبير حتى اقترب من سرعة الضوء، مما تسبب في توليد حقل كهرومغناطيسي أدى إلى فقدان الرصاص لبعض مكوناته الأساسية وتحوله إلى نوى عنصر الذهب.
العملية التي امتدت بين سنتي 2016 و2018 أسفرت عن إنتاج ما يقارب 90 ألف نواة ذهبية في الثانية خلال كل تصادم، ليبلغ الناتج الإجمالي حوالي 29 بيكوغراما، وهي كمية دقيقة لا ترى إلا بالمجهر، لكنها تحمل قيمة علمية فائقة. وقد تم رصد هذا التحول النادر عبر كاشف حراري متخصص يستخدم في تتبع التفاعلات النووية، وهو ما مكّن العلماء من تأكيد حدوث التبدل الذري، ما يعزز فهمهم لآليات التفكك والتشكل في قلب المادة.
ورغم عدم وجود أي قيمة اقتصادية لهذا الذهب فائق الصغر، فإن الإنجاز يعد طفرة في فهم البنية الذرية للعناصر، وقد يفتح الباب أمام تطبيقات مستقبلية في الفيزياء النووية وهندسة الجسيمات. ويؤكد الباحثون أن الهدف من هذا العمل لم يكن تجاريا، بل علميا بحتا، يروم تبسيط مفهومي التطور الكهرومغناطيسي وتحول العناصر، بما قد يُسهم مستقبلا في تطوير نماذج جديدة لفهم نشأة المادة في الكون.
