كشفت وكالات أنباء روسية عن مسودة اتفاق لوقف إطلاق نار شامل، قدمتها موسكو لكييف خلال الجولة الثانية من محادثات السلام التي انعقدت في إسطنبول أمس الإثنين 2 ماي 2025.
ووضعت الوثيقة الروسية أمام الجانب الأوكراني خيارين واضحين، تمثل أولهما في انسحاب كامل للجيش الأوكراني من أربع مناطق أعلنت روسيا ضمها إليها، وهي دونيتسك ولوغانسك في الشرق، وزابوريجيا وخيرسون في الجنوب، مقابل إعلان هدنة تستمر لمدة 30 يوما.
أما الخيار الثاني فقد جاء على شكل حزمة من الشروط السياسية والعسكرية، شملت حظر إعادة انتشار القوات الأوكرانية، وإنهاء التعبئة العامة وبدء تسريح الجنود، بالإضافة إلى وقف كافة أشكال الدعم العسكري الخارجي لأوكرانيا، ومنع أي أنشطة عسكرية أجنبية على أراضيها. وطالبت روسيا أيضا بوقف الأعمال التخريبية ضدها، والعفو المتبادل عن السجناء السياسيين، والإفراج عن المدنيين، ورفع الأحكام العرفية تمهيدا لإجراء انتخابات في غضون 100 يوم.
وتضمنت الوثيقة الروسية بنودا إضافية تؤكد على حياد أوكرانيا ورفض انضمامها إلى أي تحالفات عسكرية، فضلا عن فرض قيود على حجم قواتها المسلحة والتزامها بوضع خال من الأسلحة النووية. كما اشترطت موسكو رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها، والاعتراف القانوني الدولي بضمها لشبه جزيرة القرم والمناطق الانفصالية في الشرق والجنوب، كما طالبت مخ بضمان حقوق السكان الناطقين بالروسية، ورفع القيود عن أنشطة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، مع حظر تمجيد النازية.
ورغم تعقيد الشروط المطروحة، أعلن الجانبان عن تحقيق اختراق إنساني مهم، تمثل في التوصل إلى اتفاق لتبادل جثامين 6 آلاف جندي سقطوا في المعارك، وهي خطوة لاقت ترحيبا حذرا من المجتمع الدولي. وأشار وزير الدفاع الأوكراني، رستم أوميروف، إلى وجود اتفاق مبدئي لتبادل الأسرى، لا سيما الجرحى وصغار السن، مؤكدا أن كييف ستدرس المسودة الروسية الجديدة، مع اقتراحها عقد جولة جديدة من المحادثات قبل نهاية يونيو الجاري.